الأحد، 28 ديسمبر 2008

كيف ننصر إخواننا فى غزة ؟


ما يحدث لغزة اليوم فاجعة كبيرة وجرم عظيم فى حق إخواننا فى فلسطين وفى غزة ولكن الجرم الأكبر هو السكوت عليه أو القعود عن النصرة ومشكلتنا كشعوب عربية وإسلامية أننا نثور بسرعة عند الأحداث الجسام خاصة ما يحدث فى فلسطين لكن ما نلبث أن نهدىء وننسى ونعود إلى حياتنا الطبيعية وممارساتنا الخاطئة التى ربما كانت سببا فى تأخير النصر وحدوث المصائب
والمصيبة الكبيرة التى أصيبت بها الأمة هى ضعف الذاكرة وسرعة النسيان فكم من مذابح تعرضت لها الأمة وكم مصائب عظيمة وأحداث جسام مرت بها ومع ذلك فما زالت عوامل الهدم والتدمير تعمل عملها فى هوية الأمة وشخصيتها وما زال إضعاف الأمة يجرى على قدم وساق دون أن نسمع حسا لمقاومة أو صوتا لمعارضة أو سعيا لمشروع نهضوى إسلامى عالمى يوحد الجهود ويلم الشتات ويرص المقاومين والمجاهدين فى الميادين المختلفة جنبا إلى جنب لمواجهة المشروع الصهيوأمريكى العالمى الذى يسعى إلى تركيع الأمة والقضاء على هويتها وشخصيتها
واليك صورا من هذا الضعف ولا أقصد ضعف العدة والعتاد ولكن ضعف الإرادة والعزيمة أمام مغريات الحياة وعوامل الهدم التى تعمل عملها فى حياتنا وثقافتنا .

أولا : ما زال الشعوب العربية مغيبة عن حقوقها السياسية فلا تعرف لها حقا فضلا عن أن تملك الجرأة للمطالبة به ولذلك يسعى حكامها دوما إلى التصرف فى مقدراتها والنهب فى ثرواتها والتعاون المخزى مع أعدائها دونما خوفا من رقيب أو حسيب .

ثانيا : ويترتب على ذلك أن عوامل الهدم تأتى من داخل الأنظمة والشعوب وليس من خارجها ويستخدم فى الهدم وسائل الإعلام الداخلية وأنظمة التعليم الداخلية التى ما تفتأ تدس السم فى العسل وتقلب الحقائق وتجعل الباطل هو نعم الحق والعقل والمنطق والحق هو الباطل بعينه بل هو شر الباطل ومناهج التعليم التى غرست فى النفوس القوميات العصبية بدلا من الوحدة الإسلامية الجامعة التى ظل المسلمون تحت رايتها قرونا طويلة يتمتعون رغم الضعف فى بعض فترات تاريخهم بالقوة والمنعة والرهبة من جانب أعدائهم .

ثالثا : وما زالت قطاعات عريضة من الشعوب العربية والإسلامية بعيدة كل البعد عن المنهج والرسالة فلا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه ولذلك فان الفساد ينخر فى أوصال الأمة وفى عظامها من أعلاها إلى أدناها ووقائع الفساد الخلقية والسياسية والمالية التى تنشر أخبارها علينا وتذاع كل لحظة ودقيقة فى طول البلاد العربية والإسلامية وعرضها لأكبر دليل على ذلك.
والسؤال الآن ما الحل ؟
أو بعبارة أخرى كيف ننصر إخواننا فى فلسطين وفى غزة ؟

أولا : لابد من إحداث توبة صادقة منا جميعا توبة تطهرنا من الذنوب والسلبية ومظاهر الفساد التى تدب فى أوصالنا فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة والمقصود بالتوبة هنا ليس توبة من الذنوب التى يفعلها العبد بينه وبين ربه فقط ولكن توبة شاملة من كل مظاهر الضعف من الرشوة والفساد والنفاق والتملق والظلم ومهادنة الظالمين أو الركون إليهم أو ممالئتهم من اجل مطمع دنيوى زائل أو عرض من أعراض الدنيا توبة من الانحلال الخلقى والميوعة المفسدة توبة من السلبية والرضا بالذل والخنوع والعيش بلا هوية أو غاية سامية يسعى الإنسان إلى إليها توبة تشمل جميع فئات المجتمع شبابا وشيبة رجالا ونساء .

ثانيا :الوعى الكامل بقضايا الأمة خاصة فلسطين وما يحاك ضدها من مؤامرات سواء من الخارج أو من يعاونهم من الداخل فما يحدث فى غزة الآن من محرقة إنما الهدف منه هو كسر إرادة الشعب الفلسطينى أولا والأمة العربية والإسلامية ثانيا حتى تستسلم الأمة وتتخلى عن ثوابتها وتسلم لمشروع التركيع الذى يسعى إليه الأعداء أو من ينوب عنهم من أبناء جلدتنا فهم يريدون أن يزرعوا فينا اليأس من الإصلاح وفقد الأمل فى النصر أو الوصول إلى نتيجة ويعتمدون فى ذلك على عوامل الهدم العاملة فى مجتمعاتنا.

ثالثا : التوحد ونبذ الخلافات وترك العصبيات ولم الجهود والتفقه بفقه المرحلة والاولويات والبعد عن القضايا الفرعية التى تمتص الجهد وتثير الخلاف وتبعد عن الهدف.

رابعا : أن نسير جميعا أفرادا وجماعات بتلك القاعدة الإسلامية الإصلاحية الجليلة " أصلح نفسك وادعوا غيرك " حتى يعم التناصح بيننا فيؤدى ذلك إلى غياب كثير من المظاهر السلبية فى حياتنا.

خامسا: ثم يأتى بعد ذلك بل قبله وأثناءه الاستعانة بالله والدعاء الخالص أن يعيننا على أنفسنا وان يفرج كرب المكروبين والمهمومين والمأسورين فى كل مكان وخاصة فى فلسطين الجريحة وغزة الحزينة وألا ننسى هذا الدعاء أبدا طيلة حياتنا فى الأزمات وغيرها فالدعاء كما أخبر المصطفى – صلى الله عليه وسلم – سلاح المؤمن.
فاللهم يا ذا الجلال والعزة أنقذ المسلمين فى غزة.

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

الجهاد بالأحذية


علمنا الإسلام أنواعا مختلفة للجهاد يثاب المؤمن عليها بدءا من جهاد النفس الذى يعطى القوة لبقية أنواع الجهاد الأخرى ومرورا بعد ذلك بالجهاد باللسان والدعوة وبيان الحق والوقوف فى صفه والعمل له وإعلاء شانه باستخدام الحجج والبراهين والأدلة والمحاورة المنطقية الهادئه وذلك كله إما أن يكون باللسان فى اجتماعات عامة أو خاصة وإما أن يكون بالكتابة والتأليف يستوى فى ذلك الأدبيات الصغيرة و الكبيرة وحرض الإسلام المؤمنين به على مقاومة الظلم والظالمين وعدم الاستكانة أو الذل والخنوع مهما علا شان الظالم أو عظمت مكانته وأمرهم أن يستخدموا كل أنواع المقاومة والإنكار بدءا من إنكار القلب الذى هو أضعف الإيمان وانتهاء بالمقاومة باليد وكل ذلك حسب ما يقتضيه المقام والحال دون أن يؤدى ذلك إلى شر أكبر منه .



لكن عندما يشيع الظلم ويتجبر الظالمون حتى يصبح الإنسان غير قادر على مواجهة الظالمين وباتت هذه الأنواع من الجهاد غير مسموح بها بل غير ممكنة فى عالم تاهت فيه الحقائق واختلط فيه الحابل بالنابل ويصبح المظلموم المقهور فى زمن القهر والطغيان غير قادر على الفعل فانه يأتى بفعل رمزى يعبر فيه عن اعتراضه ورفضه للظلم وتزييف الحقائق فلا يملك حينها إلا أن يخلع حذاءه ويهوى به على راس الظالم المتجبر فيذله أمام العالمين كما أذل آلاف المظلومين ويبوء الظالم بالخزى والعار كما يبوء المجاهد بحذائه بالرفعة والاحترام وهذا ما فعله الصحفى المجاهد نظير فى بوش الخنزير.



فهل نرى فى قابل الأيام أنواعا أخرى للجهاد؟