الاثنين، 19 أكتوبر 2009

النقاب ومسؤولية المثقف التاريخية

يقف المثقف غالبا مشدوها حائرا مضطربا أمام ما يرى وما يسمع من عامة الشعوب العربية والإسلامية من بله في التفكير، وسطحية في تناول الأحداث، وانشغال بالتوافه من الأمور عن جلائل الأمور وعظائمها؛ فبينما الأمة غارقة في مصائبها الكبيرة، ومشاكلها العظيمة التي تحتاج إلى تضافر الجهود وعصف الأذهان للخروج من هذا المأزق التاريخي، نجد الجماهير الغفيرة مشدودة شدا إلى الجدل العقيم بين عوامها ومتعلميها وصغارها وكبارها حول فرضية النقاب أو عدم فرضيته، وهل هو عادة لا صلة لها بالدين؟ أم هو من صميم الإسلام وجوهره؟

اليهود يعملون بكل ما أوتوا من طاقة وجهد من أجل تهويد القدس، وهدم المسجد الأقصى، وخططهم في ذلك أصبحت لا تخفى على أحد، وإجراءاتهم العملية أصبحت واضحة للعيان، لا لبس فيها ولا غموض، ولا تحتاج للاستدلال عليها إلى جهد يذكر، بل هي من المسلمات التي اتفق عليها خواص الناس وعوامهم.

والمشروع الصهيوأمريكى في طريقه سائر، وخطط التمكين له تسير على قدم وساق.
والنظم الاستبدادية في بلادنا أخرجت لسانها لشعوبها، وأصبحت تجاهر بالولاء للأعداء، والتنكر التام لقضايا الأمة ومصيرها، بل أصبحت هي التي تقود الأمة إلى مصيرها المفجع المؤلم، ولا شيء يرهبها أو يوقفها عند حدها، فقد تمكنت والعصا الأمنية الغليظة مستعدة وجاهزة في أي وقت لسحق أي صوت معارض، حتى ولو كان صوتا مبحوحا لا يسمع إلا نفسه، فهي عصا جاهلة متخلفة غليظة قاسية، مات فيها صوت العقل والضمير، فلا تسمع إلا صوتا واحدا، ولا تدرك إلا صوت فحيح الأفعى وهى تأمره: اضرب.. اسحق.. اسحل.. اقتل.. اسجن؛ فهؤلاء لا حق لهم في الحياة ولا في العيش الكريم، بل هؤلاء ما هم إلا عبيد، لا بل حيوانات لا قيمة لها.

والأمراض النفسية والاجتماعية والجسدية استوطنت نفوس تلك الشعوب وعقولهم وأجسادهم؛ حتى بات الواقفون أمام عيادة طبيب الأورام الخبيثة أكثر عددا من الواقفين أمام طوابير الخبز، والمحتاجون للأدوية أكثر من المحتاجين للطعام، والعاطلون يتيهون في ظلمات البطالة والجوع والخوف من المجهول، ظلمات بعضها فوق بعض.

كل ذلك لم يحرك في الجماهير الغفيرة ساكنا، ولم يضطرب لهم شعور، إلا بمقدار ما يضطرب عندما يرون فيلما مأساويا.
وما أن تفجرت قضية النقاب حتى انبرت الأقلام، وعلت الأصوات، واحتشدت الوسائل، وشغل الرأي العام بقضية القضايا وحصن الإسلام المنيع الذي حاول الأعداء هدمه، وحتى لا يساء فهمي فأنا ومن وجهة نظري الشخصية، لا أرى النقاب أكثر من أمر فيه خلاف فقهي بين الفقهاء، والسعة والرحمة فيه أقرب إلى التشدد والتضييق؛ لأن المختلف فيه لا إنكار فيه، لكنه يبقى في دائرة الإباحة والحرية الشخصية طالما التزمت المرأة بضوابط الشرع في لباسها، والأمر بعد كل ذلك لا يمت بصلة لقضايا الأمة الجوهرية التي تنتظر من الشعوب الحركة والعمل وحشد الطاقات والوسائل.

لقد اعتصر الألم قلوبنا ونحن نرى الأمة بكاملها تتحول في غمضة عين- وقضية اقتحام الأقصى على أشدها- إلى الجدل الطويل حول النقاب والحجاب، وكل يريد إثبات أحقية رأيه بالإتباع، حتى بالغ بعضهم وأتى بالكتب والمراجع التي تثبت رأيه ووضعها أمامه، كأنه يقول هذه أسلحتي التي أنافح بها عن ثغر الإسلام وحصنه المنيع، فأروني ما عندكم من أسلحة.

والمرء يتساءل: ماذا دهانا؟ أهذه وسائل إعلامنا التي تنفق عليها الملايين؟ وتأخذ مساحات كبيرة من وقت الشعوب والبث الاعلامى؟ تنفق هكذا في الجدل حول الحجاب والنقاب، فما بالها تخرس عن فضح الظلم والظالمين، وما بالها تخرس عن كشف عورة الاستبداد، ومحاربة الفساد، أم إنها من موائد الاستبداد تأكل، ومن فتاتها تنفق.

في ظل هذه الأوضاع تعلقت المسؤولية بالمثقفين، ومفكري الأمة، ومخلصيها، وجماعات الإصلاح فيها، أن تبذل جهودها في التوعية، وإفاقة الشعوب من غفلتها، ولا يكفى في ذلك الكتابة والنظر للمجتمع من أبراج عاجية، بل لابد من التحام المثقفين بالجماهير، والانصهار معهم في بوتقة العمل الجماهيري المثمر، وإلا فسنظل نحرث في الماء، ونصرخ في واد، وننفخ في رماد .
محمد عبد الفتاح عليوة

الخميس، 15 أكتوبر 2009

شيخ الأزهر وعقلية الإدارة المصرية

إذا افترضنا أن حادث النقاب الذي أثار ضجة الأسبوع الماضي لم يكن مقصودا لصرف الأنظار بعيدا عما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات على يد اليهود ومحاولة لاقتحامه كما صرح بذلك البعض.
فان هذا الحادث يكشف لنا بوضوح عن حقيقة العقلية المصرية في الإدارة، على اعتبار أن شيخ الأزهر أصبح بما لا يدع مجالا للشك - بمواقفه المختلفة في الآونة الأخيرة - مجرد موظف في الحكومة المصرية، يأتمر بأمرها، ويحرص على أن تكون مواقفه وتصريحاته متوافقة مع سياستها وتوجهاتها، وليس كما كان سابقا أو نتوقع منه رمزا إسلاميا لكل المسلمين.
أقول إن موقف شيخ الأزهر من موضوع النقاب، وإصداره قرارا بسرعة البرق بمنع النقاب في المعاهد الأزهرية عقب هذا الموقف بينه وبين الطالبة، يدل على طبيعة العقلية الإدارية في مصر، إنها عقلية متخلفة جامدة، تدل على ضيق الأفق، والعشوائية، والتسرع، والانفعالية في إصدار القرارات طبقا لمواقف شخصية عابرة، وليس طبقا لدراسة متنأية، تعتمد على معرفة بالأمور أو العواقب أو النتائج المتوخاة من القرارات أو تحقيقا لأهداف معينة.
عقلية تعتمد على الفردية والشخصنة، بعيدا عن المؤسسية والاعتماد على المعلومات والبيانات الواقعية، التي ترصد الواقع، وتحدد الاحتياجات والمتطلبات .
ولهذا لا نعجب من الفشل الذريع للإدارة المصرية في إدارة شئون الدولة، وتراجع الدولة المصرية في كل مناحي الحياة، وحصولها على الأصفار المتوالية بلا منازع .
وهذه هي طبيعة الإدارة في ظل النظم الاستبدادية.
محمد عبد الفتاح عليوة

الأحد، 26 يوليو 2009

العقول المصرية : إلى أين؟

برغم حالة الضعف العام التي أصابت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية في مصر، والتي تبدو آثارها على كل شيء؛ بفعل الاستبداد والفساد، إلا أن مصر مازالت قادرة على إنتاج علماء مخلصين، وعقول، ومفكرين قادرين على أن ينهضوا بها، ويتقدموا بها خطوات إلى الأمام، ويضعوا أقدامها في مصاف الدول المتقدمة؛ وذلك إذا وجدت من يحتضنها، ويتبناها، ويشد أزرها، ويأخذ بيدها؛ لتصل إلى الغاية المبتغاة والأهداف المنشودة.

خذ مثلا المهندس جمال سالم (40 عاما) الذي استطاع أن يبتكر نظاما جديدا – منذ ثلا ث سنوات- يتيح للسيارة الوقوف ذاتيا في حالة الخطر، موفرا بذلك ثلث المسافة التي قد تستغرقها السيارة قبل الاصطدام بأي جسم أمامها، والذي أطلق عليه "الفرملة النفاثة".

هذا شيء جميل ورائع!! يقف المرء أمامه معجبا ومزهوا، لكن ما يدعوا للأسف والحزن في آن واحد!! هو ما لاقاه هذا العبقري المصري من متاعب جراء هذا الاختراع.

فلم يكن يعلم المهندس جمال سالم – كما ورد في صحيفة اليوم السابع الالكترونية- أن ابتكاره سيجعله مغضوبا عليه من المسؤلين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ والسبب إصراره على المطالبة بحقه في تمويل أكاديمية البحث العلمي لبحثه الذي حصل له على براءتين، إحداهما محلية مدتها 20 سنة، والأخرى دولية لمدة 30 شهرا، فضلا عن وصف البراءة الدولية للبحث بأنه جديد ومبتكر وقابل للتطبيق، كما أشادت به رابطة مصنعي السيارات وأكاديمية البحث العلمي.

رفض الوزارة تمويل البحث؛ جعل سالم يقوم بإعداد نموذج معملي على نفقته الخاصة؛ ليظهر قيمة النظام والنتائج المرجوة من تطبيقه، والتي تم عرضها على الوزير المختص، فرفض البحث قائلا "يبدو أن نفسك طويل لكن نفسنا إحنا كمان طويل".

هذه الحادثة لم تكن الفريدة من نوعها، ولن تكون، فهي حلقة في سلسلة متصلة من التجاهل والإهمال للمبدعين والمفكرين في مصر المحروسة، ولا ندرى حتى الآن لمصلحة من يتم هذا التجاهل؟ وهل تتم هذه التصرفات بناء على توجهات نظام سياسي فقد مصداقيته وشرعيته بفضل السلسلة الطويلة من الممارسات المفجعة بحق هذا الشعب المسكين؟ أم أنها تصرفات فردية لثلة من العاجزين والمنتفعين الذين لا يطيقون رؤية الكفاءات أو الناجحين؟ أم أن هذه هي طبيعة الاستبداد السياسي،الذي يسره أن ينتشر الجهل، ويسود الظلام بين صفوف الشعب؟ أم أن هذه إملاءات من قوى خارجية لا يسعدها أن يوجد أمثال هؤلاء المبدعين في بلادنا العربية والإسلامية؟.

لقد ألقى هذا الجو الخانق بظلاله على الأجيال الصاعدة؛ حتى فقد الشباب في بلادنا روح الانتماء لهذا الوطن العزيز، وباتوا يحلمون باليوم الذي يستطيعون فيه الفرار من هذا السجن الكبير، إلى بلاد أرحب، وشعوب تقدر لهم إبداعهم، وتثمن لهم عقولهم.

ولا أدل على ذلك مما ذكره موقع مصراوى – نقلا عن صحيفة القدس العربي – اليوم 25/7/2009 تحت عنوان " الطالبة الأولى على الثانوية تتهم الحكومة بإفساد التعليم وتقرر الهجرة لأمريكا" وجاء تحت هذا العنوان مايلى "شنت الطالبة رنا أبو بكر الحاصلة على المركز الأول بالثانوية العامة على مستوى الجمهورية بشعبة "علمي علوم"، هجوماً شديداً على الحكومة المصرية حيث اتهمتها بالمسؤولية الكاملة عن تدمير العملية التعليمية، والتحول بمصر من دولة ذات مكانة مرموقة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إلى دولة تأتي في ذيل بلدان العالم بسبب الفساد المتنامي في كافة المجالات خاصة في التعليم.

جاء ذلك خلال الحفل السنوي الذي تقيمه وزارة التعليم بالمشاركة مع اتحاد طلاب المدارس، حيث فاجأت الطالبة الحضور بهذا الهجوم؛ مما أربك العديد من المسئولين وخبراء التعليم، خاصة عندما أعلنت الطالبة الأولى على مستوى الجمهورية رفضها التام البقاء في مصر، وعزمها الهجرة مع أسرتها للولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت رنا التي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً إلى أن الملايين الذين يذهبون للمدارس لا يستفيدون من مناهج التعليم المختلفة ولا ترعاهم الدولة، بل تساهم في تدمير مستقبلهم من خلال عدم توفير الفرص الطيبة للدراسة.
وكشفت الطالبة الأولى النقاب عن أن والدها هو الذي دفعها للهجرة للولايات المتحدة من أجل طلب العلم وبناء المستقبل وقال لها:"لا يوجد شئ هنا في مصر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوقعي النبوغ، بل قد ينتهي بك الأمر للجلوس في المنزل لتنضمي لملايين العاطلين".

وبعد إلى متى ستظل العقول العربية مهاجرة؟ ومتى يتوقف هذا النزيف الذي أجهد الأمة وأضعف قواها؟ بل ربما سيؤدى حتما إلى موتها في يوم من الأيام .. ربما عندما يزول الاستبداد.

الأحد، 12 يوليو 2009

المعركة الحقيقية مع الغرب : مروة الشربينى نموذجا..

لا شك أن الغرب استطاع في غفلة من المسلمين وتوقف مدهم الحضاري أن يصل إلى أعلى مراتب التقدم الحضاري في مجالاته المختلفة، وأن يتغلب على المسلمين سياسيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا بعد هذا التقدم وتلك الغلبة مازال العداء قائما والحرب على أشدها؟
ترى ذلك في قسمات وجوههم، وتسمعه في فلتات ألسنتهم، وتبصره في نظرات عيونهم، قد بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفى صدورهم اكبر.

مازالوا كذلك، ولا يزالون، لأنهم مازالوا مهزومون في المعركة الحقيقية، برغم إحرازهم لبعض التقدم فيها .

فما هي تلك المعركة ؟ وما هو ذلك الميدان ؟

إن المعركة الحقيقية والميدان الحقيقي للصراع إنما هو النفس والهوية والشخصية الإسلامية.

إنهم برغم إحراز بعض التقدم فيها، إلا أن الحركة فيها تسير ببطء السلحفاة، وكلما حسبوا أنها أوشكت على الانتهاء عادوا أدراجهم إلى الخيبة واليأس، في قلوبهم الحسرة، وفى نفوسهم اليأس، وازداد البغض والحقد.

إن عقائد الإسلام وأخلاقه مازالت قوية في نفوس أتباعه، برغم الظلال الكثيفة التي علقت بالنفوس من شبهات وشهوات، نتاج الفكر الغربي والثقافة الغربية التي جهد الغرب بكل الطرق الخبيثة والملتوية في زرعها في نفوس أبناء الأمة.

إن قوة عقيدة الإسلام ومتانة أخلاقه وأصالة فكره تضمن بقاءه وخلوده واستعصائه على الزوال أو التشويه، بفعل القوة الذاتية له، رغم ضعف أتباعه وتهاونهم.

مازال المسلمون يحبون دينهم، وعندهم الاستعداد للتضحية في سبيله، برغم مظاهر الضعف الطافية على السطح، إلا أن حب الإسلام في النفوس عميق، كالأحجار الكريمة التي تستقر في أعماق البحار، تاركة الزبد يطفو على السطح كما يشاء، تظن معه إن البحر قد خلا من كل ذي قيمة .

وما استشهاد مروة الشربينى من أجل حجابها عنا ببعيد!!

هل الدولة الإسلامية دولة مدنية؟

يحلو للعلمانيين في بلادنا أن يصفوا الدولة الإسلامية بأنها دولة دينية، والمقصود بالدينية طبعا كما تعلموه من الغرب أي دولة يتحكم فيها رجال الدين، والحاكم فيها مقدس، وهو فوق القانون، أو ما يطلقون عليه الدولة الثيوقراطية.

والحقيقة أن هذا الكلام يحتاج إلى تفنيد، فالدولة الإسلامية دولة مدنية بالطبع، بمعنى أن الحاكم فيها يختاره أهل المدينة –أي الشعب-، ويخضع للمحاسبة والمراجعة والعزل إن اقتضى الأمر ذلك، ولا قداسة فيها لأحد، بل انه في نظر الإسلام أجير عند الأمة، مهمته سياسة الدنيا وحراسة الدين، وليس في الإسلام من يحكم بالحق الالهى المقدس.

والتطبيق العملى لدولة الإسلام الأولى يثبت بما لا يدع مجالا للشك صحة هذا الكلام، فالرسول –صلى الله عليه وسلم- الذي أسس الدولة الإسلامية الأولى جمع بين السلطة الدينية المتمثلة في الوحي والرسالة، والسلطة الزمنية المتمثلة في الحكم وتصريف أمور الدولة، وقد بنيت الدولة على أسس واضحة، وعلى رقعة جغرافية محددة، وجمعت بين أصحاب العقائد المختلفة، فقد جمعت إلى جانب المسلمين الوثنيين واليهود، وقد نظم العلاقة بينهم جميعا الدستور الذي وضعه الرسول – صلى الله عليه وسلم-، والمتمثل في الصحيفة والتي أقرت كل فرد في الدولة على معتقداته، مع حقوقه وواجباته، ومبادىء الدفاع المشترك عن الدولة إذا ما تعرضت للأخطار الخارجية.

ومع عصمة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا انه كان يحرص على استشارة أصحابه، والنزول على رأي أغلبيتهم في الأمور الاجتهادية التي لا تخضع للوحي، والأدلة على ذلك كثيرة في غزوة بدر وأحد وغيرها... وإنك لتعجب عندما ينزل النبي -وهو المؤيد بالوحي- على رأى أغلب الصحابة من شباب المسلمين بالخروج إلى المشركين في أحد خارج المدينة، رغم أنه كان يميل إلى الرأي الآخر القائل بعدم الخروج، وانتظارهم في المدينة، ومقاتلتهم في شوارعها وطرقاتها، وبرغم ما كان من نتيجة مؤلمة لذلك الرأي حيث كانت الهزيمة المرة، إلا أن الله حثه على مواصلة هذا النهج، وعدم التخلي عنه، فقال له " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ".

وكثيرا ما كان ينزل النبي على رأى أصحابه في الأمور الغير خاضعة لحكم الوحي.

وجاء أصحابه من بعده وأخرجوا للدنيا أرقى دولة مدنية في العالم، حتى أن العالم لم يعرف مثيلا لها حتى الآن، لأنها دولة يحرسها الوحي، وتخضع لقيم السماء، والناس فيها سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح، دولة جمعت بين بلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي، وأبو بكر القرشي، الكل تظلهم راية الإسلام، وتجمعهم أخوة الدين.
هل ورث النبي الحكم لأحد؟ وهل وصى به لأحد من بعده؟ أم أنه ترك الأمر شورى بين المسلمين، وهل عرفت الدنيا مثل اجتماع السقيفة " سقيفة بنى ساعدة" الذي جمع بين الآراء، ووسع جميع الاختلافات، واستوعب كل وجهات النظر، حتى استقر الرأي على أبى بكر رضي الله عنه، ثم كانت بيعة عامة من المسلمين جميعا.

وهل يعلن أبو بكر بعد هذا الإجماع عليه أنه يحكم بالحق الالهى المقدس لا يجوز مراجعته؟ أم يقول لهم ويؤسس لمبادىء الحكم في الإسلام " إني وليت عليكم ولست بخيركم"؟ فقد ولّى الحكم، ولم يسع إليه، ولم يقفز على السلطة، ويحوزها لنفسه وولده دون المسلمين، ويبين لهم حقوقهم المدنية المكفولة "أطعيونى ما أطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم" "إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني".

ولم يكن أبو بكر وحده على هذا المنهاج، لكنها مبادىء الحكم في الإسلام التي حرص الخلفاء الراشدون من بعده على تطبيقها، حتى عندما تحول الحكم إلى ملك عضوض في عهد الخلافة الأموية والعباسية‘ لم يدّع أيا من الخلفاء أنه يحكم بالحق الالهى المقدس، أو أنه معصوم، لكنه كان يراجع، وينصح، ويستمع لنصائح العلماء والعقلاء، وينزل في بعض الأحيان على رأيهم ونصيحتهم ومشورتهم، وقد وسعت الدولة الثورات المتعددة التي وقفت في وجه الخلافة ذاتها، فما سمعنا من يسحقها وهو يدعى أنه حكم الله.

أليس في هذا دليلا واضحا على حقيقة مدنية الدولة في الإسلام؟ لكن مشكلة العلمانيين في بلادنا أنهم يرددون مصطلحات الغرب كالببغاوات بلا فهم ولا وتحليل، يقولون دولة الإسلام دولة ثيوقراطية، وهل يعرف الإسلام هذه المصطلحات؟.

إن مصطلح الدولة الثيوقراطية هو مصطلح غربي بحت، مرتبط بالتجربة المسيحية، التي كان فيها رجال الكنيسة يذبحون كل من يخالف آراءهم، متهمين إياه بالهرطقة والمروق من الدين.

والغريب أنك بتتبعك لحركة الإصلاح والتجديد التي قادها مارتن لوثر في القرن السادس عشر الميلادي في أوربا، والتي ثار فيها على تقاليد الكنيسة وصكوك الغفران، كان متأثرا فيها إلى حد بعيد بمبادىء الإسلام التي انتقلت إلى أوربا عبر الحروب الصليبية والأندلس.

لكن عقدة العلمانيين هي من الإسلام، لفهمهم المغلوط له، فالإسلام -وهذا مالم يستطع العلمانيون فهمه حتى الآن- نظام حياة وليس مجرد شعائر أو طقوس، ففيه أرقى النظم البشرية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، ولا يمنع -مع ذلك- الأخذ من الحضارات فيما لا يتعارض مع مبادئه، وهو في تأصيله لتلك النظم يضع القواعد والأصول الكلية، أما التفاصيل والوسائل والأشكال فهي متروكة لاختلاف الزمان والمكان والاجتهاد، وبذلك تتحقق عالمية الرسالة، وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

ومن هنا فلا تعارض بين مدنية الدولة، أي أن تكون الحقوق والواجبات فيها مرعية، والعدالة والمساواة فيها متحققة بين الحاكم والمحكوم على السواء، وبين مرجعيتها الإسلامية، إذ أن قوانين الدولة لابد أن تكون منبثقة من مرجعية شعبها وهويتهم،
لكن الارتباط بين المدنية والانسلاخ من الهوية، أو بين المدنية والحكم بقوانين أرضية من صنع البشر العاجز عن إدراك المصلحة، فهذا ليس إلا في عقول العلمانيين، سواء الأسياد منهم أو الأتباع.

الخميس، 2 يوليو 2009

الاستبداد وجريمة القتل العمد

الاستبداد شيء بغيض، وعواقبه وخيمة على مستوى الفرد والجماعة، وعلى مستوى الدولة والأمة، فهو يحرم الفرد من حريته وحقوقه، ويمنع تكافؤ الفرص، ويقسم الأمة إلى شيع وأحزاب، يقرب هؤلاء ويبعد هؤلاء، ويقسم الناس إلى أهل ثقة لهم كل الفرص والإمكانيات والمواقع والهبات، وأهل كفاءة ليس لهم من الأمر شيء ولا من الهبات نصيب،
إلا أن أسوأ ما يفعله الاستبداد هو قتل الهوية وتدمير الشخصية من الداخل، فالاستبداد يحدث خلل فى الشخصية، ويجعلها غير قادرة على الفعل أو الحركة، ويصيبها أحيانا بالعجز التام والشلل المقعد، فلا تتحرر من أسره إلا بصعوبة بالغة.
والسؤال الآن هل مشكلة الشعوب العربية هي نهب الثروات أو عدم تكافؤ الفرص بين المواطنين أو غيرها من المشاكل؟ مع الاعتراف بان كل تلك المشاكل هي بالفعل مشاكل موجودة، وتعمل عملها فى حياة الشعوب العربية..
إلا أن أسوأ ما تفعله تلك المشاكل وهذه هي المشكلة الحقيقية، هي أنها تصيب الشعوب بالإحباط الدائم والإحساس باليأس المقيت الذي يفقدهم القدرة على الحركة والتغيير، حتى أصبح الكل إلا من رحم الله يقولون لا فائدة، وانكفأ المواطنون فى كل العالم العربي على أنفسهم، وانسحبوا من الحياة العامة والحياة السياسية، ولم يعد يبالون بالأحداث حولهم.. من ذهب من أتى لا فرق عندهم، وتعلقت قلوبهم بالملاهي وما ينسيهم همومهم من متابعة لماتشات الكرة، والانشغال بها، والهم من أجلها والفرح والحزن للغلبة والهزيمة فيها..
لقد فقدت الشعوب العربية القدرة على التمييز والمقاومة والممانعة، بما أحدثه الاستبداد في ونفوسهم وغرسه في قلوبهم من ثقافة الهزيمة والاستسلام..
ألا ما أبشعها من جريمة؟! وما أجرمه من فعل؟! أن تقتل شعبا وهو مازال يسير على الأرض، وأن تميته وما زال فيه عرق ينبض.. فعلى دعاة التغيير أن يحيوا هذا الموات، ويوقظوا هذه الأرواح، وينبهوا هذه العقول، وإلا فالموت المعنوي لا محالة!!

الساركوزيون العرب

عندما يهاجم ساركوزى الحجاب الاسلامى فهذا أمر غير منكور ولا مستغرب، لأن المهاجم ليس مسلما ولا حتى منصفا، ويكفى للدلالة على ذلك مواقفه السياسية من قضايا المسلمين.
لكن الذي يدعو للعجب والأسف في آن واحد، هم هؤلاء المسلمين الذين يؤيدون تلك المهاجمة، بل ويتبارون في الدفاع عن ساركوزى أكثر من دفاعه هو عن نفسه، حتى قال أحدهم "وللحقيقة فاني فرحت جدا لما قاله ساركوزي" وقال كذلك "لذا فاني اشد على يد ساركوزي ( المجرم ) سياسيا .. والداعية المتنور ( حضاريا ) الشجاع ( حياتيا ) والقابض على الجمر ( سلوكيا )...."
وقال آخر "وعليه فان محاولة البعض ربط موضوع النقاب بالموضوع الديني ومحاولة إظهار موقف الرئيس الفرنسي على انه إساءة للإسلام إنما فيه الكثير من المبالغة والتشويه عدا عن التحريض، وهو كما نرى موقف أو رأي للرئيس الفرنسي لا بد من احترامه"
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن اعتبار هذا الكلام جهلا منهم بحقيقة الأحكام في الإسلام وحقيقة عداء الغرب للمسلمين أم ماذا؟
ولهم أقول افهموا أحكام الإسلام أولا، وليس هذا تجريحا ورميا لأحد بالجهل، وإنما هي النصيحة وإن كانت على الملأ فلأن الأمر يهم المسلمين جميعا.
الحجاب يا سادة فرض من فرائض الإسلام على المرأة المسلمة من أجل صيانتها عن الابتذال والمهانة، وهذا الوجوب لا يختلف عليه اثنان من المسلمين، وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة، وأما المختلف فيه إنما هو القدر المغطى، وجمهور العلماء على أنه الجسم كله ماعدا الوجه والكفين، وأدلتهم في ذلك هي الأقوى والأرجح، لكن ذلك لا ينفى الرأي الآخر وهو ومعتبر في الإسلام وله أدلته المعتبرة، أن جسم المرأة كله يجب تغطيته بما في ذلك الوجه والكفين، أو ما تعارف عليه بالنقاب فالمسالة تدور حول خلاف فقهي مرجعه إلى تقدير قوة الأدلة ومدى ثبوتها وصحتها، أو فهم تلك الأدلة،
أما مسالة أن النقاب موروث ثقافي لبعض الشعوب دون البعض الآخر ليس له علاقة بالدين فهذا الخرف ليس من الإسلام في شيء، والتزام بعض الشعوب أو بعض النساء به دون البعض الآخر مرجعه إلى ذلك الخلاف الفقهي الذي فيه الرحمة للمسلمين جميعا، والمختلف فيه لا إنكار فيه كما تقول القاعدة الأصولية.
وأيا كان الأمر، فإننا على أقل تقدير يمكن اعتبار الأمر مسالة حرية شخصية، لا يجوز مصادرة الحرية فيها، خاصة في بلد تدعى الحرية والتنوير، والبلد الذي يسمح لليهود بأن يظهروا من الملابس ما يدل على هويتهم وثقافتهم رغم أنه لا يخضع للوجوب الديني، ما باله قد ضاق ذرعا بلباس قد فرضه الله علينا.
فهل يمكن اعتبار مهاجمة النقاب الذي يعتبر فضيلة تحرص نساء المسلمين عليه رأيا للرئيس ساركوزى لابد من احترامه؟!
إذا كنا لا نحترم رأى النساء ولا رغبتهن في اختيار الرأي الفقهي الموجب، فكيف بنا نحترم رأى عدو للإسلام والمسلمين بان النقاب استعباد للمرأة.
ثم أي استعباد هذا؟! الاستعباد يا سادة هو الخضوع لغير الله من هوى أو وضع أو سياسة.. الاستعباد هو القهر والظلم وسلب الحرية والكرامة.. والمستعبدون هم تلك الأنظمة الغربية التي لا تزال حتى اليوم تشارك في احتلال أراضينا، ونهب ثرواتنا، ومساندة أنظمة الفساد والقهر التي تحقق لهم أغراضهم ومراميهم.
ثم ما علاقة الحجاب بالتقدم أو التأخر، وما علاقته بالتخلف أو التنوير، هل كلما ازددنا عريا كلما ازددنا علما وثقافة؟! فلماذا بعد سنين العرى والفساد في بلاد المسلمين لم نتقدم خطوة واحدة؟
يا سادة إن العرى في بلاد الغرب ليس له علاقة بتقدمهم، وكلنا نعرف أن أسباب تقدمهم هو أخذهم بالأسباب، وحركتهم، وإبداعهم، وحرصهم على الصالح العام، وانتماءهم الحقيقي لأوطانهم، وكل ذلك بسبب الحرية التي افتقدناها في بلادنا، وهذا هو جوهر الإسلام الذي أخذوا به وهجرناه، وطبقوه وتركناه .
يا سادة لا تكونوا ساركوزيين أكثر من ساركوزى!!

مفاهيم مغلوطة..فاحذروها

ما تمر به الأمة العربية والإسلامية اليوم هو أزمة فكر وثقافة بالدرجة الأولى، فالمثقفون أغلبهم ربطوا عقولهم وفكرهم بالغرب، واستوردوا ثقافتهم منه، ورغم أنهم يهاجمون الغرب فى كل مناسبة، إلا أنهم يقعون تحت تأثيره، ويرددون أفكاره ومصطلحاته الفكرية دون وعى أو فهم
والأمثلة على ذلك لا تحصى، خذ مثلا مصطلح الإسلام السياسي، الذي يتردد فى الآونة الأخيرة للدلالة على الحركات الإسلامية التى تعمل بالسياسة .
ويصفون الإسلام بما ليس فيه دون وعى أو فهم، ومعروف أن هذا التقسيم للإسلام ما بين سياسى واقتصادي أمر ليس من الإسلام فى شيء، فالإسلام دين شامل، يتناول مظاهر الحياة جميعا، ويتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى حياة المسلم، وليس فيه هذا التقسيم البغيض، فالإسلام هو الإسلام كما جاء به القرآن، وجاءت به السنة المحمدية قولا وعملا.
والمتتبع للقرآن يجد أنه اشتمل على الأصول والقواعد الكلية التى تنظم حياة البشر على اختلاف مظاهرها، ففيه من قواعد الحكم والسياسة ما فيه، حيث حارب القرآن الظلم والاستعباد والقهر، وأمر بالعدل والشورى وحرية الاعتقاد، وبين مسئولية الحاكم والمحكوم على السواء، وأمر المسلمين بأن يقوموا بواجب وفريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، بداية من إنكار الظلم والثورة على الظالم ومواجهته، وانتهاء بمواجهة اصغر منكر فى حياة المسلمين، واستخدم القرآن فى ذلك ضرب الأمثلة وذكر قصص السابقين، وما قصة فرعون عنا ببعيد .
وفى مجال الاقتصاد حث الإسلام على العمل، وبين فضله، ونهى المسلم عن التسول والعجز، وأمر بالأخذ بالأسباب، وحرم القرآن المعاملات المالية التى فيها حيف وظلم كالمعاملات الربوية، أو التى فيها غش أو غبن كالتطفيف فى الكيل والميزان.
وحث المسلمين على بعض الأعمال والصناعات بالإشارة والقصص كالزراعة والصناعة وذكر بعض الصناعات التى قام بها بعض الأنبياء كصناعة الحديد التى كان يمارسها داوود عليه السلام.
ولا يخفى علينا ما فى القرآن من نظم اجتماعية وتنظيم للعلاقات المتعددة للمسلم، كعلاقة المسلم بالمسلم وغير المسلم، وعلاقات المسلم فى حالة السلم والحرب، وقواعد العلاقات الدولية، ثم العلاقات الاجتماعية الحياتية كعلاقة المسلم بأبويه وزوجته وأولاده وجيرانه وغيرها....
وتأتى السنة المطهرة فتوضح بعض آيات القرآن وتفصل البعض الآخر
وممارسات النبي أكبر دليل على ذلك، فلم يكن النبي يملك السلطة الدينية المتمثلة فى الوحى والتشريع فقط، وإنما كان يملك إلى جوارها السلطة الزمنية المتمثلة فى حكم المسلمين فى دولة محددة المكان والقانون والعلاقات ولها رسالة فى الحياة وأهداف تسعى إليها.
هذا هو الإسلام كل لا يتجزأ، فليس فيه تلك المصطلحات الغريبة عليه، والتي يرددها بعض المثقفين دون وعى أو فهم،
والعمل السياسي بمرجعية إسلامية أمر لا غبار عليه، ولا يمكن إنكاره على من يقوم به، كما لا يمكن إنكار من يعمل بالسياسة بمرجعية ماركسية أو بمرجعية رأسمالية ليبرالية .
وهم لا يدعون امتلاكهم للإسلام أو الحقيقة، لكنه العمل في دائرة الاجتهاد فيما لا نص فيه، أو يحتمل وجوها عدة، مع الالتزام بالضوابط والأصول الإسلامية التي عرجنا عليها آنفا في مجالات الحياة وأوجه الإصلاح المختلفة .
إن فكرة فصل الدين عن السياسة والحياة فكرة لا تتناسب مع ديننا ولا مع مجتمعنا، فالإسلام غير الديانات الأخرى والمجتمعات الإسلامية غير المجتمعات الأخرى، لأن الإسلام منهج حياة لا يربط المسلم بربه وآخرته، فقط بل ينظم له شئون حياته
وليس فى الإسلام دولة دينية أو سلطة دينية مقدسة خارج دائرة المحاسبة، بل دولة مدنية يحاسب فيها الحاكم والمحكوم على السواء، لكن المرجعية العليا لتلك الدولة هي الإسلام بقواعده وأصوله الثابتة فى القران والسنة فى مجالات الحياة المختلفة، فلا عصمة لحاكم فى الإسلام، هذا ما قرره الإسلام، ودارت عليه الممارسات الصحيحة فى التاريخ الإسلامي، ولا يؤخذ الإسلام بالممارسات الخاطئة للمسلمين.
ففكرة العلمانية فكرة مستوردة دخيلة لا قرار لها فى مجتمعاتنا الإسلامية، وليس عندنا رجال دين بالمفهوم الغربي " الاكليروس" ، ولكن عندنا علماء دين يفسرون، ويوضحون، ويذكرون، ويجتهدون، ويستنبطون الأحكام فى ظل الضوابط والأصول الإسلامية، ولا عبرة باجتهادات خاطئة أو فتاوى شاذة، كما أنهم مع ذلك ليسوا معصومين من الخطأ أو السهو، بل خاضعون كغيرهم للمراجعة والمحاسبة .
لقد حاولنا بكل الطرق الترويج للفكر العلماني، وإخراج الدين من دائرة الحياة على مدار المائة سنة الماضية، فماذا جنينا؟ هل تقدمنا فى أي مجال من مجالات الحياة؟ أم التراجع والتخلف هو سمة المجتمعات العربية والإسلامية فى كل مظاهر حياتها؟ فلماذا الإصرار على الترويج لبضاعة فاسدة أثبت العلم والتجربة بطلانها؟ أم هي الخديعة والاستهبال؟ أم هو الارتزاق والامتهان؟

الاثنين، 13 أبريل 2009

الهجوم المصرى على حزب الله ...لماذا ؟

يمكن النظر إلى موضوع قضية حزب الله فى مصر والتى كشفت عنها السلطات المصرية الأسبوع الماضى فى إطار النظرة العامة إلى أوضاع الوطن العربى وبالأخص منطقة الشرق الأوسط كما يطلق عليها الأمريكيون والصهاينة فيمكن القول أن تلك المنطقة باتت محكومة بما لا يدع مجالا للشك بأنظمة شمولية استبدادية تحكم شعوبها بالحديد والنار ولا ترعى إلا مصالحها ومصالح من يدور فى فلكها من رجال الأعمال والساسة الذين لا يعرفون منها إلا الدجل والكذب والنفاق وان بدت ظاهريا أنها أنظمة ديموقراطية بما تحمل من شكل ديموقراطى يتمثل فى المؤسسات الديموقراطية مثل المجالس النيابية وغيرها
وهذه الأنظمة كما هو معلوم لا تستمد شرعيتها من الشعوب وإنما من بقاء تبعيتها وولاءها للصهاينة والأمريكان الذين يدعمون تلك الأنظمة بما يحتاجونه لتثبيت حكمهم مع ادعاءهم ليل نهار أنهم حملة الحرية والديموقراطية والمبشرون بها
لكن مايدعونه شىء وما يمارسونه من سياسات تخدم مصالحهم شىء آخر
ومن هنا نستطيع وضع التفسير اللائق لتصريحات تلك الأنظمة أو تصرفاتها حيال القضايا التى تهم الأمة أو تشغل بالها على الأقل فدائما تأتى التصرفات مخيبة للآمال والتحركات ليست على المستوى اللائق بحجم القضايا المهمة ودائما فى كثير من الأحيان تأتى مواقفهم وتصرفاتهم متطابقة مع مواقف الصهاينة والأمريكان
فمثلا على سبيل المثال الخطر الأكبر على المنطقة العربية والأمة العربية - فى زعمهم - ليست إسرائيل التى تمتلك الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل وتقتل وتدمر الفلسطنيين ليل نهار على مسمع ومرأى من الأمة كلها وإنما الخطر الأكبر هى إيران
التى دائما يقولون أنها تسعى لزعزعة الأمن فى المنطقة العربية وأنها تتدخل فى شئون الدول العربية الداخلية وبالتالى فان حزب الله هو العدو الذى تجب محاربته لأنه الذراع التى تطلقها إيران فى المنطقة وتنفذ بها مخططاتها .
هذا مايصرح به الصهاينة وبالضبط ما تصرح به تلك الأنظمة التى تدعى أنها عربية كأنها جميعا خرجت من مشكاة واحدة ولا أدل على ذلك من التزامن العجيب بين قضية تنظيم حزب الله في مصر ،وبين إعلان إسرائيل كاتز وزير النقل الإسرائيلي أن حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني والخصم اللدود لإسرائيل "يستحق أن يموت ويجب تصفيته جسديا".
وأضاف كاتز في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي " نصر الله يستحق الموت وآمل أن يتصرف أولئك الذين يعرفون ما الذي يجب أن يفعلوه معه ويعطوه الشيء الذي يستحقه".
السلطات المصرية تتهم حسن نصر الله بأنه يسعى إلى زعزعة الأنظمة العربية فمن أين تأتى شرعية هذه الأنظمة ؟
إن الدور الكبير الذى تقوم به هذه الأنظمة اليوم هى عملية تركيع الأمة وإدخالها فى نفق السلام المظلم الذى أوصلنا فى كل مراحله إلى المصير المحتوم إلى الضياع والتمزق والفقر والبؤس والبطالة والدمار
وليس أدل على أن القضية كلها ملفقة وأنها تهدف إلى إرضاء الأسياد أولا ثم إلى وصم المقاومة وكل من يدور فى فلكلها أو يعتقدها منهجا لمقاومة الاحتلال والقضاء عليه بالإرهاب والتخريب ثانيا من الاتى :
تحت عنوان " التروى أفضل جدا" كتب الأستاذ فهمى هويدى قائلا "أرجو أن نتروى فى التعامل مع خبر خلية حزب الله التى تحدث عنها بيان النائب العام، بحيث نعتبر ما قيل مجرد بلاغات وادعاءات تتناولها التحقيقات، والكلمة الأخيرة فيها ستكون للقضاء بعد ذلك. ما يدعونى إلى توجيه هذه الدعوة ليس فقط أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، وليس فقط أن ما نسب إلى حزب الله أمر غير مسبوق ولا مألوف فى سجله المقاوم الذى نعتز به. ولكن أيضا أن المعلومات التى نشرت حول الموضوع ملتبسة ومشوشة على نحو يثير حيرة الباحث وشكوكه. أقول لك كيف ولماذا؟
فقد نشرت صحيفة «الدستور» فى 12 فبراير الماضى خبرا نصه كما يلى: اعتقلت مباحث أمن الدولة مواطنا لبنانيا يدعى سامى شهاب، ومعه مجموعة من الشبان المصريين، واتهمتهم بالعمل لحساب حزب الله اللبنانى، والتسلل إلى قطاع غزة وتقديم مساعدات مالية لحركة حماس. وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» قد ذكرت فى عدد 10 أبريل الحالى أن سامى شهاب تم اعتقاله فى 19 نوفمبر من العام الماضى، أى قبل نحو 40 يوما من العدوان الإسرائيلى على غزة.
فى 8 أبريل ذكرت صحيفة «المصرى اليوم» أن نيابة أمن الدولة العليا بدأت التحقيق مع مجموعة يقودها لبنانى، ألقى القبض عليها قبل ثلاثة أشهر. وقد وجهت إليهم الاتهامات التى أشار إليها خبر «الدستور»، وإن أضيفت إليها تهمة نشر الفكر الشيعى.
فى يوم 9 أبريل نشرت الصحف المصرية بيان النائب العام الذى تحدث عن تفاصيل «مخطط إرهابى» استهدف زعزعة الاستقرار فى مصر. وقال فيه إنه تلقى بلاغا من مباحث أمن الدولة يفيد أن قيادة حزب الله دفعت بعض كوادر الحزب إلى مصر بهدف القيام بعمليات عدائية داخل البلاد. وقد كلفت هذه العناصر بمهام عدة شملت رفع القرى والمدن الواقعة على الحدود المصرية الفلسطينية، ورصد السفن التى تعبر قناة السويس، والمنشآت السياحية فى سيناء. ونقل الأهرام عن مصدر مسئول قوله إن كلمة السر لتحرك أعضاء الخلية الإرهابية كانت حديث «السيد» حسن نصرالله فى ذكرى عاشوراء (28 ديسمبر). وهى الإشارة التى كانت تعنى انطلاق عناصرها للإخلال بالأمن وتنفيذ التفجيرات والاغتيالات والاعتداء على المواقع الحيوية فى مصر.
كما رأيت، فإن هدف المجموعة مختلف عليه. فالإشارات الأولى تحدثت عن عمل لصالح فلسطين، أما الطبعة الأخيرة فقد تحدثت عن تدبير لإشاعة الفوضى فى مصر. لكن السؤال الأهم والمحير هو: إذا كانت قيادة المجموعة قد ألقى القبض عليها فى شهر نوفمبر الماضى، فكيف يقال إن أعضاءها كانوا سينطلقون لإحداث الاضطرابات فى البلد عقب تلقى كلمة السر من السيد نصرالله فى خطبته التى ألقاها فى 28 ديسمبر؟ "
وعلى الصعيد الآخر فان أهالي بعض المتهمين في القضية كما ذكر موقع محيط أكدوا خلال تصريحات لفضائية الجزيرة أن الاعتقالات تمت قبل حرب غزة وليس خلال الحرب كما أعلنت السلطات المصرية.
وكشف منتصر الزيات محام المتهمين أيضا أن سامي شهاب ( المتهم اللبنانى ) متواجد بمصر من ثلاث سنوات وتحديدا منذ 2005 وكان يتردد على البلاد ولو كان له رغبة في فعل شيء لفعل ، نافيا بشدة الاتهامات الموجهة له بنشر التشيع.
أليست هذه كلها أدلة تثير الشك والريبة حول القضية من أساسها ؟
ألست معى أخى القارىء فى أن التبعية السياسية وعدم استقلالية القرار هما السبب فى هذا التخاذل وكل هذه الادعاءات ؟
للأسف انه مخطط صهيونى ينفذه من يتسولون الاستقرار فى مناصبهم بعيدا عن الرغبة الشعبية.

السبت، 21 فبراير 2009

سؤال برىء

على الرغم من سعادتنا بالإفراج على الدكتور أيمن نور المناضل السياسى الليبرالى

ورجوعه الى بيته بعد غياب دام فى سجون الظلم ثلاث سنوات الا أننا حق لنا أن نتساءل
لماذا الكيل بمكيالين؟ لماذا الافراج عن ايمن نور وعدم اتخاذ نفس القرار مع المحاكمين
عسكريا من الاخوان المسلمين وغيرهم أليست الظروف واحدة والملابسات واحدة اليست
القضيتين سياسيتين وان لبستا ثوب القانون والتكييف القانونى
وأترك لكم الجواب؟

الجمعة، 20 فبراير 2009

اعدلوا حتى تأمنوا




العدل قيمة أصيلة فى الاسلام ، به قامت السموات والأرض ، وبه يتحقق الأمان والسعادة فى حياة العباد جميعا ، مسلمهم وكافرهم ، طائعهم وعاصيهم ، والله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة ، وقد أمرنا الله عز وجل بتحقيق العدل بين النالس جميعا ، بل إن رسالة الاسلام قائمة على نشر العدل فى الارض واقامة الحق ومطاردة الظلم والظالمين ، حتى بلغ الامر بان تكون كلمة الحق عند السلطان الجائر هى أفضل الجهاد والموت فى سبيلها هو أشرف الموت .

قال تعالى"﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِيْنَ بالقسطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)﴾وقال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)﴾ (المائدة)

هكذا نرى أن اقامة العدل هو الاسلام بعينه وان كان الامر سيؤدى الى الشهادة على النفس والاقربين نسبا او مكانا وان كان العدل مع من نبغضهم او نكرههم فلا يحملنا البغض لاحد ان نظلمه او نهضمه حقه ولا يحملنا الحب لاحد أن نحابيه او ان نقتطع له حقا ليس له .

كان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يأتي اليهود في خيبر كل عام، فيقدِّر ما في شجرها من ثمر ورطب وعنب، ثم يأخذ الشطر تنفيذًا لشروط الصلح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشدُّده معهم وأرادوا أن يرشوه فقال لهم يا أعداء الله، والله لقد جئتكم من عند أحب خلق الله إلى قلبي "أي رسول الله صلى الله عليه وسلم" وأنتم أبغض خلق الله إلى قلبي، ولا يمنعني حبي له وبغضي لكم من أن أحكم بالعدل، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض.

ولاتحملنا كذلك المخالفة فى العقيدة ان نظلم من يخالفوننا فى العقيدة او نحيف عليهم ولكن المثل بالمثل والعفو من صفات اولى العزم

رأى علي رضي الله عنه درعه المسروقة عند يهودي، ومع أنه خليفة المسلمين واليهودي أحد مواطني الدولة وعلى غير دينه؛ إلا أنه مع كل هذا لم يأمر بأخذ درعه من اليهودي بالقوة مع قدرته على ذلك، ولم يأمر بسجن اليهودي أو الاقتصاص منه، وهو أيضًا قادر على ذلك، وما كان أحد سيلومه في ذلك أو يشكِّك في تصرفه، ولكنه آثر العدل ولجأ إلى القاضي، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، وكانت المفاجأة أن يحكم القاضي ضد الخليفة ولصالح اليهودي.فكانت المفاجأة هي أن اليهودي- وقد أخذه العجب من كل ما يحدث أمامه من غرائب!!- أعلن أن الدرع للإمام علي، وأعلن أنه لم يرَ حاكمًا أغرب من هذا الحاكم (علي رضي الله عنه)، ولا قاضيًا أعدل من هذا القاضي؛ فأعلن إسلامه فكافأه الخليفة بإهدائه الدرع.

هذه أخلاق الاسلام وهذه صفات المسلمين المتمسكين بالاسلام عقيدة تدفع الى قول الحق واقامة العدل وشريعة قامت أساسا على العدل والرحمة وخلقا قويما انسانيا لا يختلف باختلاف الزمان والمكان والعقيدة لا عبادات جوفاء لا روح فيها ولاتهذب سلوكا ولا تقوم خلقاوالعدل هو الذى ينشر الامان بين الناس الامان فى النفوس والامان على الحياة من ان تزهق فى غير وجه حق والاموال من ان تضيع سدى والاعراض من ان تنتهك والستور من ان تكشف أمان للحاكم والمحكوم والغنى والفقير والقوى والضعيف فالكل فى تحصيل الامان والسعادة سواء، أمان جعل عمر -رضى الله عنه - ينام تحت شجرة نهارًا، ويأتي رسول ملك الفرس يبحث عنه فيدلّونه على رجل ينام وحيدًا تحت شجرة، فينظر إليه قائلاً: "حكمت فعدلت فأمنت يا عمر".فهل لنا أن نتخلق بالعدل فى حياتنا ونطالب به ونحرص على اقامته فى حياتنا وفى سياستنا وفى اقتصادنا كما نحرص على اقامة الصلاة سواء بسواء وهذا هو الاسلامهل نحقق العدل بين أولادنا وفى تعاملنا معى جيراننا ورحمنا وفى إصدارنا الاحكام على الاشخاص والمواقف والجماعات والهيئاتوهل ننصف أنفسنا من أنفسنا وغيرنا منها أم نظل نبحث فى السراب؟

الثلاثاء، 17 فبراير 2009

مجدى حسين .....العزة لها ثمن


أفضل شىء تقابل به ظالمك أن تصبر صبر الأبطال على ضيمه حتى يأتي الفرج وأعظم ضربة توجهها إليه أن تهينه وتفقده كرامته بتجاهله والوقوف أمامه مرفوع الرأس عالى الهمة ثابت الخطى لا يعنيك من أمره شىء ولا ترجوا منه شىء وتظل على ذلك حتى يأتى الفرج فيريك الله عاقبة ظلمه فى الدنيا أو يؤجله ليوم تقام فيه محكمة العدل الإلهية التى لا تجدى معها شفاعة ولا تحيد عن الحق قيد أنملة .
وأعظم ما يغيظ عدوك أن تظل عزيزا لا تمد إليه يد الطلب والذلة وإن كان الثمن الغياب خلف قضبان الظلم والطغيان
فالحرية ليست الركوض فى الدنيا وإنما فى قوة الإرادة وصلابة الموقف وتحرر القلب وقديما قالها ابن تيمية عندما تعرض للسجن " ماذا يصنع بى أعدائى إن حبسى خلوة ونفى سياحة وقتلى شهادة ويقينى فى قلبى وقلبى بيد ربى فماذا يصنع بى أعدائى ، وحديثا قالها الشهيد سيد قطب عندما طلبوا منه أن يكتب تأييدا لظالمه حتى يعفوعنه وينجومن موت محقق " إن السبابة التى تشهد لله بالوحدانية تأبى أن تكتب تأييدا لظالم " وكان الجزاء صعود روحه إلى خالقها تشكو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان .
أقول هذا بمناسبة ما تردد بأن حزب العمل ينوى تقديم التماس لرئيس الجمهورية للإفراج عن مجدى حسين، إلا أن نجلاء الأيوبى زوجة حسين أكدت أن زوجها أرسل لها رسالة خطية ، رفض فيها تقديم أى التماسات لرئيس الجمهورية، وقال إنه لا يقبل أى عفو رئاسى.
فحياك الله من مجاهد وربط على قلبك وثبتك على الحق فما أنت بمجرم حتى تطلب العفو وما ارتكبت إثما حتى تعتذر وحسبك انك – إن صدقت النية – عند الله من المجاهدين لنصرة الدين وإغاثة الملهوفين وإعانة المجاهدين وعند الناس المخلصين ضربت المثل للنجدة والمرؤة والشجاعة والقوة فى الحق
اثبت على موقفك ولا تكرم من أهانه الله بطلب العفو منه أو الاعتذار إليه " ومن يهن الله فما له من مكرم "
اثبت على موقفك ولا تستجدى ظالما وان كان الثمن فادحا وان كان سنوات من عمرك تقضيها خلف القضبان فالعزة والكرامة لهما ثمن.

الأحد، 15 فبراير 2009

الأقصى فى خطر


فى ظل انشغال العالم كله بقضية غزة وما تعرضت له من هجوم وحشى ضارى من قبل أحفاد القردة والخنازير وما تبع ذلك من الحديث عن إعمار غزة ومن له الأولوية فى تلقى أموال الاعمار والإشراف عليه وما استتبع ذلك من الحديث عن التهدئة بين حماس والكيان الغاصب فى ظل هذا الانشغال الاعلامى الكبير نجد المسجد الأقصى يتعرض من قبل الصهاينة لاعتداءات صارخة خاصة فى هذه الأيام مما دعا الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948، نشطاء الحركة الإسلامية وأبناءها ومؤسساتها المختلفة إلى تكثيف الوجود والرباط اليومي الدائم وعلى مدار الساعة في المسجد الأقصى المبارك.
كما ودعا صلاح عموم المجتمع الفلسطيني في الداخل إلى المشاركة في تفعيل جميع الفعاليات المناصرة للمسجد الأقصى، وخاصة مسيرة البيارق، ودروس العلم في المسجد الأقصى المبارك.
وأكد الشيخ صلاح، خلال تصريح أدلى به الأحد (15/2)، أن المسجد الأقصى يمرّ في هذه الأيام بأخطر مرحلة، بل إنها مرحلة مصيرية تتطلب منّا أن ننتصر له ولمدينة القدس، وأن نستعدّ لتقديم التضحيات من أجل نصرة قضية المسجد الأقصى المبارك.
وقال: "نحن مطالبون بالرباط الدائم في المسجد الأقصى المبارك، وأن نكون أصحاب همّة وعزيمة"، وحثّ الناس جميعًا للرباط في المسجد الأقصى، وتذكيرهم بأهمية نصرة المسجد الأقصى خاصة في مثل هذه الأيام، وفقًا لفلسطين اليوم".

وطالب بـ "تفعيل أكبر لمسيرة البيارق، والتي من خلالها يتم رفد أكبر عدد من المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى على مدار اليوم والليلة"، مؤكداً على أهمية إشراك عامة المجتمع الفلسطيني بكل فعالية يتم خلالها تكثيف الوجود والرباط في المسجد الأقصى، مثل تفعيل المشاركة في دروس العلم في المسجد الأقصى، والتي تُلقى يوميًا في ساعات الصباح، وفي ساعات المساء أحياناً أخرى."
ولهذا وجب علينا ألا ننسى المسجد الأقصى لأنه جزء أساسى بل وجوهرى فى القضية الفلسطينية وألا نختزل – كما يريد الصهاينة – القضية الفلسطينية فى غزة – رغم أهمية العناية بها ونصرتها
هى دعوة إلى التذكير بالمسجد الأقصى وقدسيته ومكانته فى ديننا الحنيف وأنه محور القضية الفلسطينية فهو مسرى رسول الله وقبلة المسلمين الأولى والدفاع عنه والذود عن حياضه من واجبات الإسلام
فهلا أدركنا هذا الخطر قبل فوات الأوان ؟

الجمعة، 30 يناير 2009

ملف خاص عن غزة " 2 "


ملف خاص عن غزة " 2 " ( ادخل وشوف )


الثلاثاء، 27 يناير 2009