الأحد، 28 ديسمبر 2008

كيف ننصر إخواننا فى غزة ؟


ما يحدث لغزة اليوم فاجعة كبيرة وجرم عظيم فى حق إخواننا فى فلسطين وفى غزة ولكن الجرم الأكبر هو السكوت عليه أو القعود عن النصرة ومشكلتنا كشعوب عربية وإسلامية أننا نثور بسرعة عند الأحداث الجسام خاصة ما يحدث فى فلسطين لكن ما نلبث أن نهدىء وننسى ونعود إلى حياتنا الطبيعية وممارساتنا الخاطئة التى ربما كانت سببا فى تأخير النصر وحدوث المصائب
والمصيبة الكبيرة التى أصيبت بها الأمة هى ضعف الذاكرة وسرعة النسيان فكم من مذابح تعرضت لها الأمة وكم مصائب عظيمة وأحداث جسام مرت بها ومع ذلك فما زالت عوامل الهدم والتدمير تعمل عملها فى هوية الأمة وشخصيتها وما زال إضعاف الأمة يجرى على قدم وساق دون أن نسمع حسا لمقاومة أو صوتا لمعارضة أو سعيا لمشروع نهضوى إسلامى عالمى يوحد الجهود ويلم الشتات ويرص المقاومين والمجاهدين فى الميادين المختلفة جنبا إلى جنب لمواجهة المشروع الصهيوأمريكى العالمى الذى يسعى إلى تركيع الأمة والقضاء على هويتها وشخصيتها
واليك صورا من هذا الضعف ولا أقصد ضعف العدة والعتاد ولكن ضعف الإرادة والعزيمة أمام مغريات الحياة وعوامل الهدم التى تعمل عملها فى حياتنا وثقافتنا .

أولا : ما زال الشعوب العربية مغيبة عن حقوقها السياسية فلا تعرف لها حقا فضلا عن أن تملك الجرأة للمطالبة به ولذلك يسعى حكامها دوما إلى التصرف فى مقدراتها والنهب فى ثرواتها والتعاون المخزى مع أعدائها دونما خوفا من رقيب أو حسيب .

ثانيا : ويترتب على ذلك أن عوامل الهدم تأتى من داخل الأنظمة والشعوب وليس من خارجها ويستخدم فى الهدم وسائل الإعلام الداخلية وأنظمة التعليم الداخلية التى ما تفتأ تدس السم فى العسل وتقلب الحقائق وتجعل الباطل هو نعم الحق والعقل والمنطق والحق هو الباطل بعينه بل هو شر الباطل ومناهج التعليم التى غرست فى النفوس القوميات العصبية بدلا من الوحدة الإسلامية الجامعة التى ظل المسلمون تحت رايتها قرونا طويلة يتمتعون رغم الضعف فى بعض فترات تاريخهم بالقوة والمنعة والرهبة من جانب أعدائهم .

ثالثا : وما زالت قطاعات عريضة من الشعوب العربية والإسلامية بعيدة كل البعد عن المنهج والرسالة فلا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه ولذلك فان الفساد ينخر فى أوصال الأمة وفى عظامها من أعلاها إلى أدناها ووقائع الفساد الخلقية والسياسية والمالية التى تنشر أخبارها علينا وتذاع كل لحظة ودقيقة فى طول البلاد العربية والإسلامية وعرضها لأكبر دليل على ذلك.
والسؤال الآن ما الحل ؟
أو بعبارة أخرى كيف ننصر إخواننا فى فلسطين وفى غزة ؟

أولا : لابد من إحداث توبة صادقة منا جميعا توبة تطهرنا من الذنوب والسلبية ومظاهر الفساد التى تدب فى أوصالنا فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة والمقصود بالتوبة هنا ليس توبة من الذنوب التى يفعلها العبد بينه وبين ربه فقط ولكن توبة شاملة من كل مظاهر الضعف من الرشوة والفساد والنفاق والتملق والظلم ومهادنة الظالمين أو الركون إليهم أو ممالئتهم من اجل مطمع دنيوى زائل أو عرض من أعراض الدنيا توبة من الانحلال الخلقى والميوعة المفسدة توبة من السلبية والرضا بالذل والخنوع والعيش بلا هوية أو غاية سامية يسعى الإنسان إلى إليها توبة تشمل جميع فئات المجتمع شبابا وشيبة رجالا ونساء .

ثانيا :الوعى الكامل بقضايا الأمة خاصة فلسطين وما يحاك ضدها من مؤامرات سواء من الخارج أو من يعاونهم من الداخل فما يحدث فى غزة الآن من محرقة إنما الهدف منه هو كسر إرادة الشعب الفلسطينى أولا والأمة العربية والإسلامية ثانيا حتى تستسلم الأمة وتتخلى عن ثوابتها وتسلم لمشروع التركيع الذى يسعى إليه الأعداء أو من ينوب عنهم من أبناء جلدتنا فهم يريدون أن يزرعوا فينا اليأس من الإصلاح وفقد الأمل فى النصر أو الوصول إلى نتيجة ويعتمدون فى ذلك على عوامل الهدم العاملة فى مجتمعاتنا.

ثالثا : التوحد ونبذ الخلافات وترك العصبيات ولم الجهود والتفقه بفقه المرحلة والاولويات والبعد عن القضايا الفرعية التى تمتص الجهد وتثير الخلاف وتبعد عن الهدف.

رابعا : أن نسير جميعا أفرادا وجماعات بتلك القاعدة الإسلامية الإصلاحية الجليلة " أصلح نفسك وادعوا غيرك " حتى يعم التناصح بيننا فيؤدى ذلك إلى غياب كثير من المظاهر السلبية فى حياتنا.

خامسا: ثم يأتى بعد ذلك بل قبله وأثناءه الاستعانة بالله والدعاء الخالص أن يعيننا على أنفسنا وان يفرج كرب المكروبين والمهمومين والمأسورين فى كل مكان وخاصة فى فلسطين الجريحة وغزة الحزينة وألا ننسى هذا الدعاء أبدا طيلة حياتنا فى الأزمات وغيرها فالدعاء كما أخبر المصطفى – صلى الله عليه وسلم – سلاح المؤمن.
فاللهم يا ذا الجلال والعزة أنقذ المسلمين فى غزة.

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

الجهاد بالأحذية


علمنا الإسلام أنواعا مختلفة للجهاد يثاب المؤمن عليها بدءا من جهاد النفس الذى يعطى القوة لبقية أنواع الجهاد الأخرى ومرورا بعد ذلك بالجهاد باللسان والدعوة وبيان الحق والوقوف فى صفه والعمل له وإعلاء شانه باستخدام الحجج والبراهين والأدلة والمحاورة المنطقية الهادئه وذلك كله إما أن يكون باللسان فى اجتماعات عامة أو خاصة وإما أن يكون بالكتابة والتأليف يستوى فى ذلك الأدبيات الصغيرة و الكبيرة وحرض الإسلام المؤمنين به على مقاومة الظلم والظالمين وعدم الاستكانة أو الذل والخنوع مهما علا شان الظالم أو عظمت مكانته وأمرهم أن يستخدموا كل أنواع المقاومة والإنكار بدءا من إنكار القلب الذى هو أضعف الإيمان وانتهاء بالمقاومة باليد وكل ذلك حسب ما يقتضيه المقام والحال دون أن يؤدى ذلك إلى شر أكبر منه .



لكن عندما يشيع الظلم ويتجبر الظالمون حتى يصبح الإنسان غير قادر على مواجهة الظالمين وباتت هذه الأنواع من الجهاد غير مسموح بها بل غير ممكنة فى عالم تاهت فيه الحقائق واختلط فيه الحابل بالنابل ويصبح المظلموم المقهور فى زمن القهر والطغيان غير قادر على الفعل فانه يأتى بفعل رمزى يعبر فيه عن اعتراضه ورفضه للظلم وتزييف الحقائق فلا يملك حينها إلا أن يخلع حذاءه ويهوى به على راس الظالم المتجبر فيذله أمام العالمين كما أذل آلاف المظلومين ويبوء الظالم بالخزى والعار كما يبوء المجاهد بحذائه بالرفعة والاحترام وهذا ما فعله الصحفى المجاهد نظير فى بوش الخنزير.



فهل نرى فى قابل الأيام أنواعا أخرى للجهاد؟

الأحد، 21 سبتمبر 2008

سحرة فرعون

فرعون اسم يطلق تاريخيا على كل من حكم مصر فى تاريخها القديم لكنه صار بعد ذلك علما على الاستبداد والظلم وحكم الفرد الواحد وقد جعله الله رمزا فى القران لهذا المعنى "إن فرعون علا فى الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم إنه كان من المفسدين" فصار فرعون يطلق على كل حاكم مستبد حكم شعبه بالحديد والنار وجعل شعبه شيعا يقرب طائفة منهم فيغدق عليهم العطايا والمنح لا لشىء إلا أنهم أهل الثقة والنفاق ويستضعف طائفة أخرى يسلبهم أموالهم ويروع أمنهم لا لشىء إلا أنهم يريدون الاصلاح ويقولون لا وعامة شعبه يستخف بعقولهم ويسلبهم إرادتهم ويسحرهم بأكاذيبه وافتراءاته " فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين " ويستخدم فى الاستخفاف بهم شتى الاساليب الماكرة والطرق الخبيثة حتى يجعلهم يسبحون بحمده ويلهجون بشكره ويقرون له بالعظمة والالهام "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" فالرأى رأيه والحكم حكمه وعقمت النساء أن تلد مثله ومن هذه الاساليب استخدام السحرة فى التدليس والخداع وقديما استخدهم فرعون موسى فسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم فقلبوا الحقائق وجعلوا موسى مفسدا وفرعون مصلحا وحديثا يستخدمهم كل فرعون فى الخداع وقلب الحقائق وإظهار الحق باطلا والباطل حقا وهؤلاء ليسوا سحرة بالمعنى التقليدى لكنهم يتقنون أشد أنواع السحر سحر العصر إنه سحر الاعلام الذى يجذب الالاف من الناس ويؤثر فيهم بما له من جاذبية وسحر ومتعة هؤلاء حملة الاقلام المسمومة ومروجى الافتراءات الكاذبة هم سحرة هذا العصر الذ ين يبتغون بذلك الاجر من ولى نعمتهم ومسخر أقلامهم " قالوا أئنا لنا لاجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين" فنشطوا فى التدليس واشتدوا فى الاغواء والتضليل ووجدوا بغيتهم فى شعوب استبد الجهل بها فلم تعد تفرق بين حق وباطل ولا بين ما يضرها وما ينفعها ولا بين عدوها وحبيبها فانقلبت الموازين وصارت فتنة يصير فيها الحليم حيرانا فهل نفيق من غفوتنا وننفض غبار الجهل عنا ؟ أم تظل عقولنا مستخفة من تأثير سحرة العصر الحديث؟

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

ماذا لو حكم أبو غزالة مصر؟

كان المشير أبو غزالة الذى ينتمى إلى الضباط الأحرار وإلى جيل أكتوبر من الشخصيات المحبوبة إلى الأوساط المدنية والعسكرية على السواء، وكان يتمتع بصفات تؤهله لرئاسة الدولة بما كان يملك من قدرة عسكرية وتاريخ مشرف فى العسكرية والعمل الوطنى، حيث شارك فى حرب فلسطين وهو ما زال طالبا فى الكلية الحربية، وكان من الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو، وشارك بأداء متميز فى صد العدوان الثلاثى، ولم يشارك في حرب 1967م حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة، وقاد مدفعية الجيش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر عام 1973، بالإضافة إلى ما كان يتمتع به من تواضع وحب لجنوده الذين لعب معهم كرة القدم ولم يتعال عليهم، فأحبوه، وأحبه المصريون كما لم يحبوا أحداً فى السلطة من قبل.

ويعتبر المشير أبوغزالة من أبرز القادة الذين ظهروا في مصر خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وعين وزيراً للدفاع عام 1981 فى أول حكومة شكلها الرئيس مبارك برئاسته، واستمر فى منصبه حتى إبريل عام 1989 بعدما تردد من شائعات عن قيامه بدور قوى فى تطوير برنامج الصواريخ المصرى وهو ما أثار استفزاز الولايات المتحدة الأمريكية.
فصار بهذه المواصفات كفرسى رهان هو والرئيس مبارك، وكان يمكن أن يكون قدر مصر أن يكون رئيسا لها لو أنه غير إجابته حين سأله رئيس الحكومة فؤاد محيى الدين- بعد اغتيال الرئيس السادات- :"يا أفندم لا يوجد الآن غيرك أنت والأخ مبارك؟" ليجيب أبو غزالة- بدافع الإحراج علي ما يبدو-:"الأخ مبارك".

والسؤال الآن ماذا لو حكم أبو غزالة مصر؟
أو بمعنى آخر هل كان حال مصر والمصريين سيكون أفضل لو كان رئيسها فى الفترة الماضية هو أبو غزالة ؟ أو بمعنى آخر هل كان أبو غزالة سيظل يتمتع بهذه الصفات الطيبة التى تمناه المصريون من أجلها أن يكون رئيسا لمصر بدلا من الرئيس الحالى ؟ هل كان المواطن المصرى سيجد كرامته التى يبحث عنها من زمن بعيد ولم يعثر عليها حتى الآن ؟ وهل كان سيمارس حريته فى التعبير وفى اتخاذ القرار وفى المشاركة فى الحكم وفى تحديد مصيره وأسلوب حياته ؟ أم كان سيفرض عليه حياة لا يرضاها ؟

أو يمكن صياغة الأسئلة السابقة فى سؤال جوهرى يجب أن نبحث جميعا عن إجابة له لأنه يتعلق بمصيرنا جميعا أو يتعلق بمصير دولة كان ينتظرها دور ووضع غير الذى آلت إليه الآن
هل مشكلة النظام الحالى فى مصر فى شخص مبارك – وإن كان غير معفى من المسؤولية – أم أن المشكلة مشكلة نظام كامل وثقافة شعب تحتاج إلى جهود جبارة حتى تتحول نحو الديموقراطية ممارسة فى مجالات الحياة اليومية أولا قبل أن تمارس فى الحياة السياسية.

إن بذرة الاستبداد قد غرست فى نفوس المصريين – بفعل الحكام المستبدين المتعاقبين على مصر – منذ زمن بعيد، حتى صار المصريون فريسة سهلة للخداع السياسى، أو بمعنى آخر للدجل السياسى الذى يمكن أن يحول مشاعرهم نحو الحاكم المستبد الظالم من البغض والكراهية إلى الحب والتصفيق والهتاف بحياته لمجرد الإستماع لبرنامج خادع استخدمت فيه أساليب الدعاية الخبيثة، يتناول هذا البرنامج حياة المستبد فى حوار مباشر معه وبطولاته وإنجازاته الوهمية الدعائية .

أو الإستنامة لوعود كاذبة فى برنامج انتخابى تافه، لا قيمة له من الناحية العملية أو على أرض الواقع
ترى لو قام النظام المصرى الآن بتحقيق بعض صور الرخاء فى المجتمع المصرى، أو لو شعر المصريون بتحسن فى بعض مظاهر حياتهم المعيشية، هل ستجد مشاعر الغضب والإحتجاج التى تجتاح القطاعات العريضة والفئات المختلفة من الشعب المصرى ؟ أو ستجد من يطالب بالديموقراطية والحرية والحق المشروع فى تداول السلطة وممارسة الحياة السياسية بشكل طبيعى دون خوف من اعتقال أو مضايقات، أم أن المشاعر ستتحول إلى الرضا والفرح والقناعة بما حصلوا عليه من فتات الظالم الذى أعطاهم إياه.

يقول فيصل على سليمان الدابى المحامى " الأنظمة الدكتاتورية في دول العالم الثالث هي مجرد انعكاس تلقائى للدكتاتورية الشعبية، فالمزاج الشعبى الدكتاتورى هو الذى يصنع الأنظمة الدكتاتورية".
لقد بدأ مبارك عهده بالوعود بإطلاق الحريات والتداول السلمى للسلطة والتحول بمصر نحو الديمقراطية، فما زالت مصر تحكم بقانون الطوارىء حتى الآن.

إننا نحتاج إلى مزاج شعبى، عام يدرك قيمة الحرية والديمقراطية، ويدرك أهمية المشاركة الإيجابية فى الحياة السياسية، ويدرك قيمة النقد الذاتى وقبول الرأى الآخر، وينزع عن نفسه تقديس الحكام والملوك أو جعلهم فى مصاف الآلهة أو إخراجهم من دائرة المحاسبة والمراجعة عند الخطأ والإهمال .

مزاج شعبى عام يحمى هذه الحرية وهذه الحقوق من أن ينحرف بها مستبد أو يسلبها ظالم .

وما لم يتكون هذا المزاج الشعبى العام فإن الصفات الطيبة لأى إنسان يمتطى صهوة الحكم ستذوب عند أول ذوق لحلاوة وشهوة الحكم الذى لا يحرسه رأى عام يراجع حكامه ويحاسبهم وستتبدل هذه الصفات إلى صفات خبيثة تنمو وتزدهر مع بذرة الاستبداد المغروسة فينا جميعا .

الاثنين، 8 سبتمبر 2008

منطق القوة فى مواجهة قوة المنطق

دائما كنا نعلم أن الصوت العالى فى الحديث والنقاش دليل على ضعف موقف المحاور فهو دائما يحاول أن يدارى هذا الضعف تحت هالة من الضجيج والجلبة التى يحاول بها إسكات محاوره أو التشويش عليه
وكذلك الطغاة دائما عندما يفقدون قوة المنطق فى مواجهة معارضيهم لأن الإستبداد والطغيان لا منطق له ولا حجة تؤيده يلجأون إلى منطق القوة والبطش بمعارضيهم ومحاولة النيل منهم وإلحاق الأذى بهم ومصادرة حرياتهم وأموالهم لعلهم يرجعون عن معارضتهم أو يكفون عن فضح فسادهم وطغيانهم ظانين بذلك – لغبائهم- أنهم قادرون على إضعاف إرادتهم أو النيل من عزائمهم
وقديما فعلها فرعون " رمز الطغيان والاستبداد " عندما واجهه موسى عليه السلام بقوة المنطق وحاوره محاورة موضوعية أثبت له بالأدلة كذب دعواه فى ادعاء الألوهية وصدق دعوى موسى عليه السلام فى إثبات الألوهية لله وحده دون سواه أسقط فى يديه ولم يستطع مواجهة الحجة بالحجة والدليل بالدليل فلجأ إلى أسلوب الضعفاء ومنطق العجزة لجأ إلى التهديد باستخدام البطش والتنكيل بموسى وبكل من آمن معه ولكن هل يفت البطش والتنكيل فى عضد الرجال وهل تلين لهم قناة
إن الرجال أصحاب العزائم القوية والإرادات الفتية والذين علموا حقيقة الدنيا وأنها بالنسبة لموعود الله فى الآخرة لا تساوى شيئا لا ينزعجون من هذا التهديد ولو وصل الأمر إلى إزهاق الأرواح
أقول هذا مناسبة ما قامت به قوات الأمن المصرية فى عدد من محافظات مصر من مداهمة للمكتبات الإسلامية وتدمير ما فيها ونهبه فى منظر يندى له الجبين والسبب فى ذلك حلول شهر رمضان المبارك وحتى لا يستفيد أحد من الناس من إصدارات هذه المكتبات الرمضانية التى تحث على العمل الصالح فهل هذا ما أعده النظام المصرى لاستقبال شهر رمضان ؟ ... تجفيف منابع التدين والصلاح فى نفوس المصريين فى نفس الوقت الذى تنفق فيه الملايين على وسائل الإفساد الشيطانية والتى تنتظر المواطن المصرى فى شهر رمضان..... فلك الله يا مصر

مسلسل نور وهشاشة العقل العربى

لقى مسلسل نور التركى رواجا عظيما بين أوساط الشباب العربى بل وحتى الكبار رغم كل الانتقادات التى وجهت لهذا المسلسل والتى تركزت على المضمون الذى يحتويه بما يضم من شخصيات ومواقف وأحداث لا تمت للثقافة العربية والإسلامية بصلة فضلا عن ما تحدثه من هدم لتلك الثقافة ومحاربة لتقاليد المجتمعات العربية والإسلامية التى من صميمها قدسية الأسرة والحفاظ عليها كمؤسسة اجتماعية منوط بها الحفاظ على المجتمع وتماسكه من الدرجة الأولى فضلا عما يحدثه هذا المسلسل من هدم لقيم الشرف والعفة التى تتمتع بها المجتمعات العربية والإسلامية وما يتضمنه بثه على مدار فترة ليست بالقصيرة من هدر للطاقات وضياع للأوقات
ولا أدل على هذا الرواج العظيم وإحداث هذا التأثير الهائل فى مجتمعاتنا من الخبر الذى نشر فى موقع مجلة العرب الالكترونية تحت عنوان " مهند ونور ألهبا قلوب الشباب والآباء العرب " وجاء تحت هذا العنوان الخبر التالى"المسلسلات التركية المدبلجة حظيت بمشاهدة عالية جدا وأثيرت بسببها العديد من المشاكل وصلت بفتوي أحد الدعاة بحرمة الصلاة بملابس عليها صور أبطال هذه المسلسلات ممن يشتهرون بالقبلات الساخنة - والمسلسلات التي تعرضها حصريا قنوات إم بي سي امتد أثرها من الآباء والأمهات إلى الأطفال والمراهقين الذين يتابعون بشغف كبير تطورات العلاقة بين "نور ومهند" ويحيى ورفيف ولميس وغيرهم. وهو ما أثر علي المجتمع السعودي بحسب جريدة الوطن ودفع الآباء والأمهات لتسميه أبنائهم بأسماء نجوم المسلسلات التركية فقد سجلت إدارة الأحوال المدنية بمنطقة الرياض في الشهور الأخيرة ما يقارب حوالي 700 طفله باسم لميس وتم تغيير اسم 200 فتاة من أسمائهم الحقيقية إلى اسم لميس كما سجلت ما يقارب 500 طفل باسم يحيى ...."
والدلالة التى يمكن الخروج بها من هذا الخبر ومن تلك المتابعة مدى ما وصل إليه العقل العربى من هشاشة والروح العربى من خواء فما السبب الذى أوصلنا إلى هذا الحال من التردى
السبب الحقيقى الذى أوصل الأمة إلى هذه الحال من التردى والخواء فى كل مظاهر الحياة يرجع إلى الاستبداد السياسى الذى يجثم على صدر الأمة منذ زمن بعيد والذى أحال الحياة إلى سجن رهيب يتمنى الناس الخلاص منه حتى ولو إلى الموت المعنوى الذى يتمثل فى الاهتمام بسفاسف الأمور وتوافهها طالما أنها تخرج الشعوب من حالة الكبت والإحباط والإعياء التى يحيونها
الاستبداد الذى لايهتم إلا بمصالحه والبقاء فى منصبه حتى ولو كان ذلك على حساب القضاء على مقومات الشعوب وخصائصها الحضارية التى تحصنها من الذوبان فى غيرها ولو على حساب التمكين لأعداء الأمة من رقابها والسيطرة عليها والتلاعب بمشاعرها وفرض ثقافته المادية المنحلة عليها بأساليبه الملتوية وطرقه الخبيثة طالما أن ذلك يصب فى مصلحته ويعمل على زيادة استقرار حكمه وسيطرته على مقدرات الأمة فأنى لشعوب فقدت القدرة على الممانعة الثقافية والحضارية لدرجة أن لا تستطيع مقاومة مسلسل يهدم فى كيانها وقيمها وأخلاقها أن تقاوم مستبد أو ظالم أو تطالب بحقوق ضائعة أو حريات مسلوبة والنتيجة الحتمية بعد هذا كله إما موت فى عبارة أو تحت أنقاض عمارة أو دهسا تحت عجلات قطارات لا تعرف الرحمة ومن ينجو من كل ذلك لا ينجو من الاحتلال القادم وما أمر العراق منا ببعيد.

تطوير الأزهر.. إلى أين

قامت فكرة بناء الأزهر- الذى بناه القائد الفاطمى جوهر الصقلى - على أساس انه مؤسسة علمية حضارية لنشر المذهب الشيعى ، لكنه بعد أن تولى الأيوبيون حكم مصر نشطوا فى تحويلها إلى المذهب السنى ، فحولوا الدراسة فيه إلى المذهب السنى ، فضلا عن المدارس الكثيرة التى أنشأوها من أجل هذا الغرض.
وفى عهد الحكم المملوكى لقي الأزهر عناية فائقة من سلاطين المماليك منذ عهد الظاهر بيبرس، وتوالت عليه عمليات التجديد، وإلحاق المدارس به، وظل الجامع الأزهر في العهد العثماني (923-1213هـ = 1517-1789م) موضع عناية الخلفاء وولاتهم في مصر، فجُدّد في بنائه، ووسعت مساحته، وأضيفت إليه مبان جديدة، وشهد إقبالا على الالتحاق به، فازدحم بالعلماء والدارسين، وبحلقات العلم التي لم تقتصر على العلوم الشرعية واللغوية، بل شملت أيضا علم الهيئة والفلك والرياضيات من حساب وجبر وهندسة.
وظل الأزهر طيلة هذه الفترة من تاريخه يقوم بتدريس العلوم على اختلاف أنواعها من دينية ودنيوية ، على اعتبار أن الإسلام لا يفرق بينهما ، وهما فى حس المسلم ووجدانه وفى التصور الاسلامى شىء واحد.
إلا أن حالة التخلف العام التى أصابت الحياة الفكرية فى أواخر العصر العثمانى قد ألقت بظلالها على الأزهر ، ورغم ذلك فقد استطاع الاحتفاظ بهيبته ومكانته ، وأداء دوره فى الحفاظ على الطابع الاسلامى والعربى لمصر والعالم العربى على السواء وذلك للأسباب الآتية ، كما ذكرها الدكتور عبد العزيز الشناوى فى كتابه ( دور الأزهر فى الحفاظ على الطابع العربى لمصر إبان الحكم العثمانى )
أولا:- عدم تدخل العثمانيين فى شئون الأزهر.
ثانيا:- الإستقلال المالى ، بفضل الأوقاف التى أجريت عليه من أهل الخير ، مما أعطى له استقلالا سياسيا عن النفوذ العثمانى ، ومركزا مرموقا لعلمائه.
ثالثا:- عدم وجود معاهد تنافس الأزهر أو تدانيه فى مجال الدراسات الإسلامية العليا ، فأصبحت له القيادة العلمية فى مصر والعالم الاسلامى.
رابعا:- الإلتحام الشديد بين علماء الأزهر وبين جماهير الشعب المصرى ، مما نتج عنه حب المصريين للأزهر وعلمائه ، وبعث المصريين لأبنائهم لتلقى العلم فى رحابه.
أدت هذه العوامل وغيرها إلى قيام الأزهر بدوره التعليمى الحضارى فى تلك الفترة المظلمة من تاريخ مصر ، بالإضافة إلى الدور السياسى الذى اضطلع به علماء الأزهر فى تلك الفترة ، حيث تولوا الزعامة الشعبية ، وكانوا الحصن الحصين والملاذ الآمن للشعب المصرى ضد ظلم المماليك والأتراك، سواء قبل الحملة الفرنسية أو بعدها ، بل كانوا على درجة عالية من الوعى السياسى والفهم الدقيق للحقوق السياسية، والقدرة الفائقة على تحريك الجماهير ، وانتزاع الحقوق ، يقول الدكتور محمد فريد أبو حديد فى كتابه (زعيم مصر الأول السيد عمر مكرم ) " لقد كان عندهم القدرة على تحويل كل مظهر سخط إلى إضراب عام ، يتطور إلى مواجهة شاملة تطالب بإصلاحات أوسع من حدود المشكلة المباشرة التى أثارت الحادث ، وأنهم كانوا يستطيعون مواجهة الأمراء ، وفرض مطالبهم وإجبارهم على التراجع والتسليم ولو بنية الغدر"
وليس أدل على ذلك من الحركة الشعبية التى قام بها الشيخ عبد الله الشرقاوى " شيخ الجامع الأزهر فى ذلك الوقت " ضد المماليك ، بسبب ظلم وقع على بعض فلاحى قرية تابعة لمركز بلبيس التى كانت عاصمة الشرقية فى ذلك الوقت ، حيث تحول الأمر من مجرد مطالبة بحقوق بسيطة إلى ثورة شاملة قام بها علماء الأزهر بقيادة الشرقاوى ، انتهت بتوقيع اتفاق مكتوب بين العلماء والأمراء أطلق عليه بعض المؤرخين "الوثيقة السياسية الكبرى" أو "وثيقة حقوق الإنسان" لما تضمنته من بنود تنم عن وعى علماء الأزهر بالحقوق السياسية.
ولما غزا الفرنسيون مصر، تصدى علماء الأزهر وطلابه للفرنسيين ، ولم يقتصر دورهم على المقاومة العسكرية فحسب ، ولكن تعداه إلى مقاومة الغزو الفكرى أيضا، فقد حاول نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية بخبثه ودهائه أن يطرح مسائل خاصة بالقضاء المدنى والجنائى وما يجب وضعه لإصلاحه ، ومسألة المواريث والتشريع الذى يكفل ضبطها ، فى ديوان القاهرة الذى أنشأه بونابرت - وكان علماء الأزهر أعضاء فيه – بغرض زعزعة الثقة فى التشريع الاسلامى ، تمهيدا للقضاء عليه واستبدال التشريع الفرنسى به ، غير أن علماء الأزهر تنبهوا لهذه المقترحات ووقفوا لها بالمرصاد.
أما مقاومة جنود الحملة ، فقد قاد علماء الأزهر الثورة ضد الفرنسيين فيما عرف باسم ثورة القاهرة الأولى فى أكتوبر عام 1798 م ، وكان الأزهر مركزا للثورة ، وبين أروقته تشكلت لجنة للثورة اعترف بها نابليون نفسه فى مذكراته حيث قال " إن الشعب قد انتخب ديوانا للثورة ، ونظم المتطوعين للقتال، واستخرج الأسلحة المخبوءة ، وإن الشيخ السادات انتخب رئيسا لهذا لديوان " وذكر فى تقريره إلى حكومته عن ثورة القاهرة الأولى " وإن لجنة الثورة كانت تنعقد فى الأزهر "
وبعد رحيل الفرنسيين عن مصر، كان لعلماء الأزهر الدور العظيم فى تولية محمد على حكم مصر عام 1805م ، وإجبار السلطان العثمانى على الاعتراف برغبة الشعب المصرى ، وكانت هذه هى المرة الأولى التى يتولى فيها نائبا عثمانيا حكم مصر برغبة الشعب عن طريق زعامته المتمثلة فى علماء الأزهر.
لكن محمد على الذى كان يريد الإنفراد بحكم مصر دون وصاية من أحد ، كان ينظر بعين الريبة والخوف للأزهر وعلمائه ، فقد اعتبره مؤسسة وطنية مصرية ، وعمل هو وخلفاؤه على إضعاف شأنه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
ونظر محمد على إلى أسباب قوة الأزهر وعلمائه فوجدها تنبع من الروافد الآتية :-
أولا:- حب الشعب وانقياده لزعمائه لثقته بهم.
ثانيا :- اتحاد جبهة العلماء وتماسكهم.
ثالثا:- موارد الأزهر وعلمائه الإقتصادية الضخمة واستقلالهم الاقتصادى ، الذى هو من أسباب استقلالهم الفكرى والسياسى
فسار محمد على فى اتجاهين للقضاء على قوة الأزهر وعلمائه :-
أولا:- القضاء على استقلال الأزهر الإقتصادى ، بالاستيلاء على أوقاف الأزهر التى كانت تزيد على خمس الاراضى المصرية آنذاك ، والتى قال عنها الشيخ محمد عبده فى مقال له فى مجلة المنار " أخذ محمد على من أوقاف الأزهر ما لو بقى له إلى اليوم(1902م) لكانت غلته لا تقل عن نصف مليون جنيه فى السنة"
وذكر المستشرق الانجليزى "ادوارد وليم لين" فى كتابه (المصريون المحدثون شمائلهم وعاداتهم فى القرن التسع عشر) " أن الدراسة بالأزهر كانت أكثر ازدهارا قبل قدوم الحملة الفرنسية مما صارت إليه فى عصر محمد على ، فقد كان العلماء فى بحبوحة من العيش ، أما الآن فقد انحط شأن هؤلاء الشيوخ ( أى على عهد محمد على ) حتى يصعب عليهم الحصول على معاشهم إن لم تكن مواهبهم منقطعة النظير "
وترتب على ذلك طبعا قلة الطلاب الذين ينتمون إلى الأزهر ، وقلة الأساتذة الذين انصرفوا عن العلم للسعى وراء كسب الرزق من التجارة وغيرها ، بعد أن ضاقت عليهم ميزانية الأزهر.
ثانيا:- توجيه العناية إلى المدارس الحديثة والبعثات التى كان من بين أهدافها توجيه الثقافة بعيدا عن الأزهر، فقام بإنشاء مدارس الطب والهندسة والزراعة والبحرية والألسن والصيدلة والطب البيطرى وغيرها ، وأغدق عليها كثيرا من الأرزاق ليجتذب إليها الشباب، فيجف بذلك المورد البشرى الذى يمد الأزهر بالطلاب ، كما جف من قبل المورد المالى أو كاد بسبب استيلائه على أوقاف الأزهر.
ولو كان غرض محمد على هو تطوير التعليم فى مصر حقا ، لبدأ ذلك من الأزهر الذى تضرب جذوره فى مصر منذ أزمان طويلة ، وتاريخه هو تاريخ مصر الثقافى يقول الدكتور أحمد عزت عبد الكريم فى كتابه ( تاريخ التعليم فى عصر محمد على )" لأن السياسة التعليمية ليست نظاما يوضع ، بل هو الروح القوى الذى لا تراه ، وهذه الروح يستمد أكبر مقوماته من تقاليد الأمة ، كما أن السياسة التعليمية لأمة من الأمم يجب أن تكون نابعة من تراثها ، وأن تكون مظهرا حيا لما تعتنقه الأمة من المثل العليا ، والذى حدث أن محمد على كما أنشأ المدارس بعيدا عن الأزهر أنشأها أيضا بعيدا عن روح الأمة وتقاليدها وكان كثير ممن استعان بهم فى سياسته التعليمية فى مصر من الأفاقين والجهلة والأجانب "
يقول الدكتور أحمد شلبى فى كتابه (الأزهر تاريخه وتطوره )" ولا شك أنه كان لهذه المدارس التى أنشأها محمد على ، والبعثات التى أرسلها إلى أوربا أثر كبير فى بناء مستقبل مصر الثقافى ، ولكن الباحث الأمين يرى دون تحامل أن الهدف منها لم يكن بناء الدولة ثقافيا بقدر ما كان توجيه الثقافة بعيدا عن الأزهر "
ومن هنا نشأت فى مصر مشكلة ازدواجية الفكر والثقافة بين نوعين من الفكر قامت بينهما العداوة من غير سبب ، وأصبح فى مصر نوعين من التعليم التعليم الدينى والتعليم المدنى وتلك تقسيمات لم يعرفها الإسلام ولا علماؤه على مدار التاريخ الإسلامى كله قبل محمد على.
وقد أخذ الاستعمار يعمق هذه الازدواجية ، لتحقيق هدفين من أهدافه:-
أولا:- خلق جيل من أنصاف المتعلمين الذين يعملون كموظفين صغار يديرون دولاب الحكومة ،مشبعين بالحضارة الغربية متمثلين لها فى جميع مظاهر حياتهم ، ورسل أمناء للثقافة الغربية.
ثانيا:- القضاء على الأزهر الذى ينظر المستعمرون أيضا إليه بعين الريبة والخوف كم كان محمد على ، على اعتبار انه يحمل منهج الإسلام الوسطى الصحيح ، ومعقلا من معاقل اللغة العربية لغة القرآن التى يحاول المستعمر القضاء عليها حتى تنقطع صلة المسلمين بدينهم ، كما أنه يغرس فى نفوس أبنائه روح المقاومة والعزة الإسلامية.
وعلى درب الإستعمار سار أتباعه من النظم المستبدة - التى تنظر إلى الأزهر أيضا بعين الريبة والخوف - فى إضعاف شأن الأزهر بالقضاء عليه تدريجيا ، عن طريق ما يسمى بقرارات التطوير التى تظهر بين الحين والآخر ، والتى تهدف إلى هدم الأزهر جزءا تلو الآخر ، وتعمل على علمنة الأزهر ، وإضعاف التعليم الدينى الذى يمتاز به الأزهر.
ففي العهد الناصري (سنة 1961م) صدر قانون تطوير الأزهر الشهير، الذي كان أهم ملامحه:
إضافة مناهج وزارة التربية والتعليم إلى مناهج العلوم الشرعية المقررة على طلاب المراحل الأزهرية دون الجامعية، كما أنشئت كليات أزهرية للتجارة والطب والهندسة والزراعة.
ولأجل استيعاب هذا التطور فقد خفضت المواد الشرعية بنسبة 33%، كما تقلص مجموع سنوات المرحلتين الإعدادية والثانوية من تسع سنوات إلى ثمان، ثم إلى سبع، واختصرت المواد الشرعية مرات عديدة حتى عام 1996م، بمجموع يدور حول 60% للمرحلة الثانوية و 53% للمرحلة الإعدادية ، بينما ظلت مناهج وزارة التربية والتعليم كما هي .
وفى عام 1999م تم تقليص عدد سنوات المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى ست سنوات، واختصار المواد الشرعية بنسب متفاوتة، مع الإبقاء على مواد التعليم العام كما هي أيضاً.
وكانت الحجة فى هذا التطوير آنذاك ، هى تخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك ، وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
فهل تحقق هذا الهدف على مدار الخمسين سنة الماضية تقريبا؟ وهل نجح الأزهر فى تخريج الدعاة المتميزين الذين ينشرون الثقافة الإسلامية فى ربوع الدنيا ؟
يقول الدكتور يحيى هاشم حسن فرغل عميد سابق لكلية أصول الدين بالأزهر موضحا سبب فشل الأزهر الحديث في تخريج الدعاة
" ويرجع هذا الفشل في أهم أسبابه إلى قانون تطوير الأزهر لعام 1961 الذي ذهب في اتجاه معاكس تماما لما كان الأزهر بحاجة إليه من تطوير ، ووضع البنية العلمانية الأساسية – منذ أربعين عاما - لاستكمال ما يراد اليوم في مناخ الضغوط الأمريكية "
ومع ذلك تمضى خطة علمنة الأزهر والقضاء عليه تدريجيا تحت زعم التطوير
ففى تحقيقٍ نشرته صحيفة الأسبوع يوم 17/5/2008 تحت عنوان "قرارات ذبح التعليم الأزهري خطة فورية للحد من الطلاب والمعاهد والقضاء على المناهج الدينية".
" عقد المجلس الأعلى للأزهر جلسة طارئة لبحث ما جاء في خطابٍ سريِّ موجه من رئيس الوزراء إلى فضيلة شيخ الأزهر، ويتضمن قرارات تؤدي إلى ذبح التعليم الأزهري، تحت زعم أنها تهدف إلى تطوير الأزهر، وإلغاء ازدواجية التعليم في مصر".
ومن هذه القرارات ما يلي:
- تثبيت عدد المعاهد والكليات في الأزهر وتحديد أعداد المقبولين في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر والطلاب كما هو عليه الآن دون توسع أو زيادة.
- بحث سبل التنسيق بين التعليم العام والأزهري.
- بحث إمكانية قبول طلاب الأزهر بالثانوي الفني والمعاهد الفنية.
- بحث سبل تحقيق الجودة في التعليم الأزهري.
- إشراك عدد من المحافظين في مجموعة العمل لاستطلاع وتأكيد دور اللامركزية وتحديد سبل تطوير التعاون بين التعليم العام والأزهري.
- وضع خطة لتنظيم توظيف خريجي الأزهر، مع ربط مخرجات الأزهر بسوق العمل. والربط بينها وبين عدد المقبولين.
- استطلاع رأي وزارتي التعليم والأوقاف والأزهر وبعض الجهات الأخرى عن عدد المقبولين ووضع خطة القبول في المعاهد والكليات الأزهرية في ضوء ذلك.
- دراسة إمكانية توحيد الامتحانات بين الثانوية العامة والأزهرية.
- إلقاء الضوء على قضية الثانوية الأزهرية في مؤتمر التعليم القادم.
- أن يكون دخول الكليات بناء على امتحانات.
- اتخاذ اللازم لتنفيذ ما تقدم مع تشكيل لجنة خلال أسبوعين لتنفيذ هذه القرارات".
وقد انتقد الدكتور عبد الفتاح الشيخ -رئيس جامعة الأزهر الأسبق- والدكتور عبدالدايم شعير -نائب رئيس جامعة الأزهر الحالي- مشروع تطوير التعليم الأزهري، مؤكدين أنه يتناقض مع الدستور الذي يكفل حق اختيار أي مواطن لنوع التعليم الذي يرغب فيه، حيث ينص المشروع على تحديد أعداد المقبولين في المعاهد الأزهرية، وبذلك يحرم بعض الطلاب من الالتحاق بالتعليم الأزهري.. كما ينص المشروع على تحديد متطلبات سوق العمل لخريجي الأزهر، متناسيًا حاجة الدول الإسلامية في الخارج لخريجي الأزهر. كما هاجم العلماء خضوع التعليم الأزهري للمحليات، والسماح لطلبة الثانوية الأزهرية بالالتحاق بالمعاهد الفنية بالتعليم العام، وبذلك يتم تفريغ التعليم الأزهري. وانتقد العلماء تثبيت عدد المعاهد والكليات الأزهرية، وبذلك يمنع إقامة أي معاهد أو كليات جديدة.
فهل يمكن اعتبار موافقة المجلس الأعلى للأزهر على إنشاء معاهد فوق المتوسطة بجامعة الأزهر، للحاصلين على الثانوية الأزهرية "علمى وأدبى" فى التخصصات التى يتطلبها سوق العمل، والإعداد لبدء التنسيق والدراسة بها، وكذلك إنشاء برامج للتعليم المفتوح وللغة الإنجليزية بكليات التجارة بالأزهر بنين وبنات القاهرة وبنات تفهنا الأشراف بالدقهلية تنفيذا فعليا لقرارات تطوير ( تدمير) الأزهر المستمرة أم ماذا؟




حريق مجلس الشورى وغياب الضمير

فى الحقيقة لقد أدمت القلوب ألسنة اللهب التى تخرج من مبنى مجلس الشورى وهى تلتهم مؤسسة هامة مثل مجلس الشورى الذى يمثل جزء من السلطة التشريعية فى مصر
ولكن ما أدمى القلوب أكثر هو الحال الذى وصلت إليه مصر صاحبة العلم والحضارة والتاريخ العريق والتى أوقعها حظها العاثر فى يد ثلة من المفسدين الذين لا ينظرون إلا تحت أقدامهم ولا يتطلعون إلا إلى مصالحهم وحظوظهم وغنائمهم التى تدر عليهم من الاستمرار فى مواقعهم وهم فى سبيل الاستمرار فى هذا الوضع مستعدون لفعل أى شىء مهما كان حقيرا أو مخالفا للأعراف والأديان وما عليه أصحاب الضمائر الحية
فى الحقيقة إن مشكلة مصر الحقيقية ليست فى قلة الموارد أو ضعف الإمكانيات ولكن الأزمة أزمة أخلاق الأزمة أزمة ضمائر ماتت منذ زمن بعيد فقضت بموتها على كل شىء جميل فى حياتنا ومات مع موت الضمير الآلاف من المصريين إما تحت أنقاض عمارة زاد عدد أدوارها على ماهو مصرح به أو غرقا فى عبارات الموت التى انتهت صلاحيتها منذ عقود أو حرقا فى القطارات التى لم يتم تجديدها منذ زمن الاحتلال أو فى سيارات الموت التى تسير على طرق متهالكة
مات الضمير وضاعت الأخلاق وفسدت النفوس فلم يعد يهتم أصحابها إلا بزيادة الأرصدة والإستغوال على الشعب المسكين ولتذهب بعد ذلك مصر وحضارتها وريادتها وشعبها إلى الجحيم ...لك الله يا مصر.

لابد من القضاء على حماس

عندما يغالطك إنسان ويجادلك فى بديهية من البدهيات، كان يقول لك مثلا أن الشمس غير مشرقة الآن مع أننا فى منتصف النهار والشمس تقف فى كبد السماء تعلن عن وجودها بوضوح تام، فماذا عساك أن تفعل إلا أن تتذكر القول المأثور " ما حاورت عالما إلا غلبته وما حاورت جاهلا إلا غلبنى " وما أكثر الجهال فى زماننا الذين يغالطون فى البدهيات، ويجيدون فن قلب الحقائق، وليته جهل بسيط يدركه صاحبه ويعترف به إذا ظهرت له الحقائق ثم ما يلبث أن يعود إلى الجادة والصواب معترفا بخطئه معتذرا عما بدر منه، لكنه جهل مركب يجعل صاحبه يظن انه اعلم الناس وأدراهم بالحقائق مع وضوح جهله لدى العامة والخاصة ممن لا توجههم أهواؤهم للحكم على الأشياء أو الأشخاص أو الهيئات.
أقول هذا بمناسبة كثرة الحانقين على حماس من الكتاب والمثقفين – على حد زعمهم – المهاجمين لها بمناسبة وبغير مناسبة، المتجنين عليها الملفقين لها التهم المختلفة والمتنوعة، والواصفين لها بكل أنواع النعوت التى تنطبق عليهم على حد قول القائل " رمتنى بدائها وانسلت " وليتهم يذكرون وقائع حدثت بالفعل ويفسرونها تبعا لأهوائهم السقيمة فحسب، ولكنهم يبالغون فى الافتراء والكذب، واختلاق الوقائع الكاذبة التى يلصقونها بحماس وينزعون عنها كل فضيلة أو خلق حميد .
ولكن لماذا هذا الهجوم الحاد على حماس، وعزو كل مصيبة حلت بالشعب الفلسطينى وكل ضرر لحق بالقضية الفلسطينية إليهم؟ والحقيقة أن الأسباب مختلفة تتلخص فى الآتى:-

منهم من يهاجم حماس لأنه ينتمى إلى المعسكر الآخر " فتح" والمعلوم للجميع أنهم أدخلوا القضية الفلسطينية فى متاهات المفاوضات، فما بين مفاوضات وأخرى تزداد المستوطنات، وتبتلع الأراضى الفلسطينية، وتهتز الثوابت التاريخية للقضية الفلسطينية مثل حق العودة والقدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، وتحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه ومحوه من الوجود، وتقدم التنازلات تلو الأخرى فى سبيل الحصول على مكتسبات شخصية لقادة التفاوض من سيارات فارهة، وقصور فخمة، وأرصدة ضخمة، وألقاب عظيمة من رئيس ورئيس حكومة وكبير المفاوضين.. ألقاب لامعة لكن فارغة لا وجود لها على أرض الواقع، فهل بعد كل هذه المكتسبات تأتى حماس وتستولى على هذا كله وتسحب البساط – حسب زعمهم – من تحت أقدامهم وتكشف عوارهم وخيانتهم للقضية .

ويقول قائلهم أنهم "فتح " الذين سمحوا بالانتخابات الحرة النزيهة التى أتت بحماس حرصا منهم على تثبيت التجربة الديموقراطية فى بلدهم وأن يروا بلادهم تسودها الحرية والديموقراطية وتداول السلطة، فلماذا قامت الدنيا عندهم ولم تقعد عندما أفرزت الديموقراطية حماس؟ ولماذا سعوا إلى إفشالها ومحاولة إظهار أنها ضعيفة وغير قادرة على القيام بتبعات الحكم وإدارة شئون الدولة؟ ولماذا لم يتعاونوا معها عندما طالبتهم حماس بعد إعلان النتائج بفوزها أن يشكلوا حكومة وحدة وطنية من البداية، مع تأكيد حماس من البداية على حرصها على وحدة الصف الفلسطينى، وعدم رغبتها فى الانفراد بالحكم .
كل ذلك طمعا منهم "فتح" فى سقوط الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس فى اقرب وقت ، ولما فشلت هذه المحاولة فى إسقاط حماس لجأوا إلى أساليب أخرى دنيئة أقل ما يقال عنها أنها أساليب عصابات وقطاع طرق، وذلك عن طريق التيار المنفلت التابع لهم، الذى قام بعدة أعمال إجرامية فى غزة من قتل للدعاة وترويع للآمنين وانتهاك لحرمة المساجد أملا فى إحداث فوضى فى القطاع حتى يثبتوا للعالم عدم قدرة حماس على السيطرة والقيام بواجبها كحكومة فى الحفاظ على امن المواطن الفلسطينى وتوفير أدنى سبل الحياة له .

فإذا قامت حماس باعتبارها حكومة ومسئولة عن الحفاظ على الأمن- لا باعتبارها حركة سياسية أو فصيل سياسى له فكره ومنهجه وأيدلوجيته المختلفة عن فتح وغيرها- بتطهير القطاع من المفسدين والقضاء على التيار العميل المنفلت الذى أحدث الرعب فى قلوب المواطنين فى غزة ( فهى عملية أمنية مرتبطة بواجب سلطة وحكومة تجاه شعب، وليست عملية سياسية تهدف إلى القضاء على فصيل آخر وحرمانه من العمل السياسى والنضالى ) توصف حماس بالإنقلاب على الشرعية ، فلو تخيلنا مثلا أن أى حكومة أو سلطة فى أى مكان فى العالم قامت بالقبض على مجموعة مسلحة قامت بأعمال السلب والنهب والتخريب فى البلاد وقامت بترويع الآمنين وقتل الأبرياء ومعاقبتهم، هل يحق لنا بعد ذلك أن نقول أن السلطة قامت بعملية انقلاب على الشرعية وغير ذلك من هذه التهم المضحكة المبكية فى نفس الوقت؟ إذا لاتهمنا بالجنون ومخالفة المنطق والعقل .

ومنهم من يهاجم حماس إرضاء لأنظمة فاسدة، وتملقا لهذه الأنظمة التى لا يمكن بأى حال أن ترضى عن حماس أو تقبل بها شريكا فى العملية السياسية، وكيف ترضى بها أو عنها وهى حركة إسلامية تقوم على فكر اسلامى معتدل مستنير هدفه إعادة الكرامة للإنسان فى وطنه ومقاومة الظلم أى ظلم.. ظلم الإنسان لأخيه الإنسان مهما كان مصدره نظام أو حاكم أومحتل، وكيف ترضى الأنظمة عن حماس وقد وصلت إلى الحكم بطريقة ديموقراطية سليمة فأوقعتهم بذلك فى الحرج الشديد لأنهم بلا استثناء جاءوا إلى الحكم بطريقة الحق الثورى والانقلابات العسكرية أو عن طريق انتخابات صورية شكلية النتيجة فيها معروفة سلفا .

ومن ثم تقوم هذه الأنظمة بتسخير إمكاناتها فى مهاجمة حماس وتشويه صورتها ومحاولة وأد تجربتها الديموقراطية حتى لا تتكرر هذه التجربة أو تصل عدواها إلى البلاد المجاورة فتصل الحركات الإسلامية إلى الحكم وتزيل الأنظمة المستبدة فتسخر هذه الأقلام المسمومة التى باعت دينها بدنيا غيرها وافتقدت ابسط قواعد العمل المهنى ومصداقيتها فى نقل الأخبار وتحليل الوقائع فمنهم من يصف حماس بأنها أضرت بالقضية الفلسطينية وأضعفت موقف المفاوض الفلسطينى وأخرت العملية السلمية سنين طويلة إلى غير ذلك من سلسلة الاتهامات الجاهزة.

ومنهم من يهاجم حماس لا لشىء إلا لأنها حركة إسلامية تنطلق فى عملها السياسى والنضالى من منطلقات الإسلام وقواعده وبما أنهم يكرهون كل ما هو اسلامى لأنهم ببساطة يصفون أنفسهم بأنهم علمانيون يفصلون الدين عن السياسة بل عن الحياة كلها وهم لا يفهمون لا فى دين ولا سياسة هم لا يجيدون إلا فن واحد هو فن الارتزاق من الأوضاع والعزف على الأوتار فى حينها والطرق على الحديد وهو ساخن ولذلك هم يرتزقون من التشدق بالعلمانية والدندنة بها بين الحين والآخر

ومنهم من يهاجم حماس لأنها دخلت فى العملية السياسية ورضيت بالديموقراطية التى فى نظرهم كفر وزندقة لا لشىء إلا لأنها آتية من الغرب ظانين أن حماس تركت طريق المقاومة والجهاد وارتمت فى أحضان السياسة وهؤلاء هم التكفريون الذين لا ينظرون إلا تحت أقدامهم ولا يفهمون سنن الحياة وكيف انه لابد من مغالبتها حتى تحقيق الأهداف وان المقاومة لابد لها من سلطة تحميها وتحافظ عليها وما المانع من السير فى الطريقين معا والموازنة بينهما دون إخلال بأحدهما من أجل الآخر؟

ونسى هؤلاء جميعا أو تناسوا أن حماس هى التى قدمت الشهداء والدماء من اجل فلسطين وهى التى أيقظت الروح القتالية فى نفوس الشعب الفلسطينى بعد ما ظن اليهود أن الأمر قد سلم لهم ولم يكتف قادة حماس بان تكون الشهادة من نصيب القواعد الحمساوية بل كانت الشهادة من نصيب القواعد والقادة على حد سواء وما أمر الشهيد احمد ياسين والشهيد الرنتيسى عنا ببعيد فضلا عن تقديمهم أبناءهم شهداء على طريق التحرير.
وبعد فمن أجل التسوية وسير العملية السلمية ومن اجل الشعب الفلسطينى حتى ينعم بالراحة والأمان ومن اجل القضية الفلسطينية ومن اجل عيون هؤلاء الجهال أقول لابد من القضاء على حماس.

ليتها كانت شواطىء عربية

خبران متناقضان أشد التناقض يثيران السخرية والتعجب فى نفس الوقت الخبر الأول خبر وصول سفينتى "كسر الحصار " ميناء غزة البحري بعد عصر السبت وعلى متنها ستة وأربعون ناشطا من أعضاء منظمات دولية متضامنة مع الشعب الفلسطيني المحاصر فى قطاع غزة منذ 26 شهرا رغم كل التهديدات والوعيد الذى تلقتهما من إسرائيل
والخبر الثانى تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك سيوجه رسالة شكر إلى كل من الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير المخابرات اللواء عمر سليمان، على الجهود التي تبذلها مصر في منع تهريب الأسلحة إلى غزة.
وقال التقرير إن باراك سيحث مبارك وسليمان على مواصلة العمل المصري المخابراتي لمنع وصول الأسلحة إلى حماس التي تنطلق - حسب الصحيفة - من السودان، عبر نهر النيل، ومن ثم إلى سيناء وبعد ذلك إلى قطاع غزة.
وقالت مصادر أمنية مصرية الجمعة إن أجهزة الأمن بشمال سيناء تمكنت خلال الشهر الجاري من ضبط نحو 30 نفقا على الحدود بين مصر وغزة تستخدم في أعمال التهريب.
وقال أحد المصادر لرويترز "وصل عدد الأنفاق التي عثرنا عليها منذ بداية العام الجاري إلى نحو 197 نفقا .. لا زال هناك عشرات الأنفاق الأخرى نقوم بالبحث عنها.
وأضاف أنه تمت مصادرة كميات كبيرة من السلع الغذائية والوقود والسجائر كانت داخل هذه الأنفاق.
وتابع انه تم أيضا العثور على مضخات وأنابيب بلاستيكية تستخدم في ضخ الوقود من الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني.
وقال إن الأنفاق التي عثر عليها كان معظمها في مناطق صلاح الدين والقمبز والبراهمة والجندي المجهول على خط الحدود مباشرة بين مصر وغزة.
وقال "توصلنا إلى معلومات جديدة حول خريطة الأنفاق بالمنطقة من خلال بعض المهربين الذين القي القبض عليهم داخل هذه الأنفاق والمتورطين في عمليات التهريب."
هذان الخبران يضعان أيدينا على الحقيقة المرة التى تحياها الأمة العربية والإسلامية وعلى حالة الوهن التى أعجزتنا عن مناصرة إخواننا فى العقيدة والمصير بل حتى عن الكف عن مساندة العدو المشترك والقيام بالنيابة عنه فى حصار إخواننا فى غزة وقطع الشريان الوحيد الذى يمدهم بالحياة من إخوانهم فى مصر العمق الطبيعى والاستراتيجي لهم
هذان الخبران يثيران السخرية من أمة هزيلة مات فيها الإحساس وضمرت فيها المشاعر الإنسانية التى حركت ستة وأربعين ناشطا من أعضاء منظمات دولية متضامنة مع الشعب الفلسطيني المحاصر فقاموا بهذا العمل النبيل رغم تعرض حياتهم للخطر وتعرضهم لتهديدات خطيرة من دولة العدو الصهيونى وصلت لدرجة التهديد بزرع ألغام فى المياه حتى لا تستطيع السفينتان الوصول إلى شواطىء غزة وأوقعوا بهذا العمل العظيم أمة المليار فى حرج شديد وأظهروا بذلك ضعفها ومهانتها وعجزها وفقدانها لمشاعر الأخوة التى تربط المسلمين جميعا برباط واحد وتجعلهم جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى
ويثيران أيضا التعجب من قدرة الأحرار على المبادرة والمخاطرة من أجل مناصرة مظلوم حتى ولو اختلف معه فى العقيدة - بينهم بريطانيون، في مقدمتهم شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وناج من الهولوكوست، وراهبة أمريكية في الـ81 من العمر-.
ونقولها فى النهاية والقلب يدمى ليتها كانت شواطىء عربية.