الأحد، 12 يوليو 2009

المعركة الحقيقية مع الغرب : مروة الشربينى نموذجا..

لا شك أن الغرب استطاع في غفلة من المسلمين وتوقف مدهم الحضاري أن يصل إلى أعلى مراتب التقدم الحضاري في مجالاته المختلفة، وأن يتغلب على المسلمين سياسيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا بعد هذا التقدم وتلك الغلبة مازال العداء قائما والحرب على أشدها؟
ترى ذلك في قسمات وجوههم، وتسمعه في فلتات ألسنتهم، وتبصره في نظرات عيونهم، قد بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفى صدورهم اكبر.

مازالوا كذلك، ولا يزالون، لأنهم مازالوا مهزومون في المعركة الحقيقية، برغم إحرازهم لبعض التقدم فيها .

فما هي تلك المعركة ؟ وما هو ذلك الميدان ؟

إن المعركة الحقيقية والميدان الحقيقي للصراع إنما هو النفس والهوية والشخصية الإسلامية.

إنهم برغم إحراز بعض التقدم فيها، إلا أن الحركة فيها تسير ببطء السلحفاة، وكلما حسبوا أنها أوشكت على الانتهاء عادوا أدراجهم إلى الخيبة واليأس، في قلوبهم الحسرة، وفى نفوسهم اليأس، وازداد البغض والحقد.

إن عقائد الإسلام وأخلاقه مازالت قوية في نفوس أتباعه، برغم الظلال الكثيفة التي علقت بالنفوس من شبهات وشهوات، نتاج الفكر الغربي والثقافة الغربية التي جهد الغرب بكل الطرق الخبيثة والملتوية في زرعها في نفوس أبناء الأمة.

إن قوة عقيدة الإسلام ومتانة أخلاقه وأصالة فكره تضمن بقاءه وخلوده واستعصائه على الزوال أو التشويه، بفعل القوة الذاتية له، رغم ضعف أتباعه وتهاونهم.

مازال المسلمون يحبون دينهم، وعندهم الاستعداد للتضحية في سبيله، برغم مظاهر الضعف الطافية على السطح، إلا أن حب الإسلام في النفوس عميق، كالأحجار الكريمة التي تستقر في أعماق البحار، تاركة الزبد يطفو على السطح كما يشاء، تظن معه إن البحر قد خلا من كل ذي قيمة .

وما استشهاد مروة الشربينى من أجل حجابها عنا ببعيد!!

ليست هناك تعليقات: