الاثنين، 8 سبتمبر 2008

مسلسل نور وهشاشة العقل العربى

لقى مسلسل نور التركى رواجا عظيما بين أوساط الشباب العربى بل وحتى الكبار رغم كل الانتقادات التى وجهت لهذا المسلسل والتى تركزت على المضمون الذى يحتويه بما يضم من شخصيات ومواقف وأحداث لا تمت للثقافة العربية والإسلامية بصلة فضلا عن ما تحدثه من هدم لتلك الثقافة ومحاربة لتقاليد المجتمعات العربية والإسلامية التى من صميمها قدسية الأسرة والحفاظ عليها كمؤسسة اجتماعية منوط بها الحفاظ على المجتمع وتماسكه من الدرجة الأولى فضلا عما يحدثه هذا المسلسل من هدم لقيم الشرف والعفة التى تتمتع بها المجتمعات العربية والإسلامية وما يتضمنه بثه على مدار فترة ليست بالقصيرة من هدر للطاقات وضياع للأوقات
ولا أدل على هذا الرواج العظيم وإحداث هذا التأثير الهائل فى مجتمعاتنا من الخبر الذى نشر فى موقع مجلة العرب الالكترونية تحت عنوان " مهند ونور ألهبا قلوب الشباب والآباء العرب " وجاء تحت هذا العنوان الخبر التالى"المسلسلات التركية المدبلجة حظيت بمشاهدة عالية جدا وأثيرت بسببها العديد من المشاكل وصلت بفتوي أحد الدعاة بحرمة الصلاة بملابس عليها صور أبطال هذه المسلسلات ممن يشتهرون بالقبلات الساخنة - والمسلسلات التي تعرضها حصريا قنوات إم بي سي امتد أثرها من الآباء والأمهات إلى الأطفال والمراهقين الذين يتابعون بشغف كبير تطورات العلاقة بين "نور ومهند" ويحيى ورفيف ولميس وغيرهم. وهو ما أثر علي المجتمع السعودي بحسب جريدة الوطن ودفع الآباء والأمهات لتسميه أبنائهم بأسماء نجوم المسلسلات التركية فقد سجلت إدارة الأحوال المدنية بمنطقة الرياض في الشهور الأخيرة ما يقارب حوالي 700 طفله باسم لميس وتم تغيير اسم 200 فتاة من أسمائهم الحقيقية إلى اسم لميس كما سجلت ما يقارب 500 طفل باسم يحيى ...."
والدلالة التى يمكن الخروج بها من هذا الخبر ومن تلك المتابعة مدى ما وصل إليه العقل العربى من هشاشة والروح العربى من خواء فما السبب الذى أوصلنا إلى هذا الحال من التردى
السبب الحقيقى الذى أوصل الأمة إلى هذه الحال من التردى والخواء فى كل مظاهر الحياة يرجع إلى الاستبداد السياسى الذى يجثم على صدر الأمة منذ زمن بعيد والذى أحال الحياة إلى سجن رهيب يتمنى الناس الخلاص منه حتى ولو إلى الموت المعنوى الذى يتمثل فى الاهتمام بسفاسف الأمور وتوافهها طالما أنها تخرج الشعوب من حالة الكبت والإحباط والإعياء التى يحيونها
الاستبداد الذى لايهتم إلا بمصالحه والبقاء فى منصبه حتى ولو كان ذلك على حساب القضاء على مقومات الشعوب وخصائصها الحضارية التى تحصنها من الذوبان فى غيرها ولو على حساب التمكين لأعداء الأمة من رقابها والسيطرة عليها والتلاعب بمشاعرها وفرض ثقافته المادية المنحلة عليها بأساليبه الملتوية وطرقه الخبيثة طالما أن ذلك يصب فى مصلحته ويعمل على زيادة استقرار حكمه وسيطرته على مقدرات الأمة فأنى لشعوب فقدت القدرة على الممانعة الثقافية والحضارية لدرجة أن لا تستطيع مقاومة مسلسل يهدم فى كيانها وقيمها وأخلاقها أن تقاوم مستبد أو ظالم أو تطالب بحقوق ضائعة أو حريات مسلوبة والنتيجة الحتمية بعد هذا كله إما موت فى عبارة أو تحت أنقاض عمارة أو دهسا تحت عجلات قطارات لا تعرف الرحمة ومن ينجو من كل ذلك لا ينجو من الاحتلال القادم وما أمر العراق منا ببعيد.

ليست هناك تعليقات: