الأحد، 21 سبتمبر 2008

سحرة فرعون

فرعون اسم يطلق تاريخيا على كل من حكم مصر فى تاريخها القديم لكنه صار بعد ذلك علما على الاستبداد والظلم وحكم الفرد الواحد وقد جعله الله رمزا فى القران لهذا المعنى "إن فرعون علا فى الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم إنه كان من المفسدين" فصار فرعون يطلق على كل حاكم مستبد حكم شعبه بالحديد والنار وجعل شعبه شيعا يقرب طائفة منهم فيغدق عليهم العطايا والمنح لا لشىء إلا أنهم أهل الثقة والنفاق ويستضعف طائفة أخرى يسلبهم أموالهم ويروع أمنهم لا لشىء إلا أنهم يريدون الاصلاح ويقولون لا وعامة شعبه يستخف بعقولهم ويسلبهم إرادتهم ويسحرهم بأكاذيبه وافتراءاته " فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين " ويستخدم فى الاستخفاف بهم شتى الاساليب الماكرة والطرق الخبيثة حتى يجعلهم يسبحون بحمده ويلهجون بشكره ويقرون له بالعظمة والالهام "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" فالرأى رأيه والحكم حكمه وعقمت النساء أن تلد مثله ومن هذه الاساليب استخدام السحرة فى التدليس والخداع وقديما استخدهم فرعون موسى فسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم فقلبوا الحقائق وجعلوا موسى مفسدا وفرعون مصلحا وحديثا يستخدمهم كل فرعون فى الخداع وقلب الحقائق وإظهار الحق باطلا والباطل حقا وهؤلاء ليسوا سحرة بالمعنى التقليدى لكنهم يتقنون أشد أنواع السحر سحر العصر إنه سحر الاعلام الذى يجذب الالاف من الناس ويؤثر فيهم بما له من جاذبية وسحر ومتعة هؤلاء حملة الاقلام المسمومة ومروجى الافتراءات الكاذبة هم سحرة هذا العصر الذ ين يبتغون بذلك الاجر من ولى نعمتهم ومسخر أقلامهم " قالوا أئنا لنا لاجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين" فنشطوا فى التدليس واشتدوا فى الاغواء والتضليل ووجدوا بغيتهم فى شعوب استبد الجهل بها فلم تعد تفرق بين حق وباطل ولا بين ما يضرها وما ينفعها ولا بين عدوها وحبيبها فانقلبت الموازين وصارت فتنة يصير فيها الحليم حيرانا فهل نفيق من غفوتنا وننفض غبار الجهل عنا ؟ أم تظل عقولنا مستخفة من تأثير سحرة العصر الحديث؟

هناك تعليق واحد: